والغريب في الأمر أننا منذ سنوات ونحن نكرر ونجتر المقولات ذاتها, ونردد الأسباب ذاتها وما بين التوصيف والحالة الصحية حالة ثالثة ضائعة, هي العلاج الحقيقي والفعلي.. لماذا يبقى في المكان ذاته سنوات وسنوات, المسؤولون الثقافيون, ويأتي من كان يدّعي أنه يحمل الوصفة السحرية وينضم الى قائمة الذاهبين فيما بعد, والحال ذاتها..
في محافظات القطر صروح ثقافية قادرة على أن تستضيف أروع وأضخم النشاطات الثقافية والفنية.. البنية التحتية إذاً موجودة وحاضرة, ورأس المال الذي قدمه الشعب موجود ولكنه لا يفعل.. وبعد هذا وذاك ألا يحق لنا أن نسأل: لماذا نبقى حيث نحن.. فيما نحاول استقصاءه الجميع يحمّل المسؤولية لغيره.. رؤساء المراكز يقولون: عملنا ما علينا, وهذا صحيح في مراكز تنشط وتبدع وتقدم في أقسى الظروف وقد أشرنا الى بعضها سابقاً لاسيما في ريف دمشق.. ومراكز أخرى اكتفى رؤساؤها ومديروها و.. بالكرسي الدوار واعتبار الأمر عملاً وظيفياً.. إذاً بقي لدينا المحاضرون والجمهور.. المحاضرون كيف يتم انتقاؤهم وما نوع المحاضرات ومدى قدرتها على الشد والجذب والتفاعل, وشخصية المحاضر وحضوره.. أما الجمهور فقد ركن الى مقولة أن لا أحد يهتم بالشأن الثقافي واكتفى بوجبة (الابهار البصري) وأصبحت الشاشة ملاذه ولم يعد الكتاب رفيق الدرب أو الجلسة, وفي الجامعات والمدارس ثمة هموم أخرى خارج إطار الاهتمام الثقافي .على كل حال ربما سنكرر الكلام ذاته بعد عدة أعوام من يدري.