ويقوم أخلاقهم ويشعرهم بشيء من الصلة فيما بينهم ويجعلهم يحافظون على تقاليد هم أوضاع مجتمعهم ويربي فيهم ملكة النقد ويوقظ فيهم التنبه إلى أخطائهم وأغلاطهم.
وهم يضحكون من كل ما يحسون فيه مخالفة للمألوف يضحكون من الممثل الهزلي وإشاراته وحركاته ويضحكون من الصور الساخرة (الكاريكاتورية) ويضحكون من المغفل والجاهل والبخيل والجبان ويضحكون ممن يقلدون أصوات الحيوانات وممن يحاكون القردة والنسانيس ويضحكو ن من المفارقات ومن الهزل الذي يؤدي إلى فوضى الكلام وكأن العقل قد نوم ويضحكون من الهجاء والسباب والشتم ويضحكون من النوادر والنكت والمزاح.
ثم هم يضحكون ضحك ازدراء أو ضحك إعجاب أو ضحك سخرية أو ضحك هزل أو ضحك انتصار أو ضحك عطف فصور الضحك أو قل صور الفكاهة ومنابعها كثيرة.
والأمم تختلف في انتاجها وقدرتها على تذوق ضروبها المختلفة والمصريون من أكثر الأمم ميلا إلى الفكاهة والتندر والضحك ومن هنا كان أدبهم غنيا بألوانها وخاصة ما اتصل بالنكت وخفة الروح.