وكانت تربطه صداقة متينة برئيس وزراء فرنسا الشهير «كليمنصو» الملقب بـ «النمر» لأن فرنسا انتصرت بحسن قيادته في الحرب العالمية الأولى. وحين حضرت الوفاة الفنان العظيم مونيه في بلدته «جيفرني» التي تبعد زهاء سبعمئة كيلو متر عن باريس، فإن كلينمصو قطع هذه المسافة كلها ليشرف بصمت وتأثر على وضع جثمان مونيه في النعش.
وعندما أراد المشرفون على الدفن أن يُغطَّى النعش بالغطاء الأسود التقليدي، أمسك كليمنصو بيده ذلك الغطاء وقال وهو ينزعه: لا.
ثم تلفت حواليه، وتقدم من إحدى النوافذ، وانتزع إحدى الستائر المزهرة، فغطى بها نعش الرسام الكبير بنفسه وهو يردد:
- اللون الأسود، ليس لمونيه.