قال يزيد بن المهلب لابنه: استظرف الكاتب واستعقل الحاجب. وقال عبد الملك لأخيه: تفّقد كاتبك وحاجبك وجليسك، فالغائب يخبره عنك كاتبك، والوافد عليك يعرفك بحاجبك، والخارج من عندك يعرفك بجليسك.
وقال الخوارزمي في «هجاء من حجب تعريضاً»:
أبا عمرو رويدك من حجاب
فلست بذلك الرجل الجليل
ولا تبخل بهذا الوجه عنا
فليس بذلك الوجه الجميل
وفي «هجاء بواب»:
سأهجر باباً أنت تملك أمره
ولو كنت أعمى عن جميع المسالك
فلو كنت بواب الجنان تركتها
ويممت عنها مسرعاً نحو «مالك»
يقول الراغب أخيراً: أتى رجل مسترفد -أي طالب عطاء- باب معن بن زائدة، الأمير الجواد المشهور، فحجبه، فكتب إليه:
إذا كان الجواد له حجاب
فما فضل الجواد على البخيل
فكتب معن تحته:
إذا كان الكريم قليل مال
ولم يعذر تستر بالحجاب
أبو بكر الخوارزمي: محمد بن العباس، شاعر كاتب عالم في اللغة والأنساب توفي سنة 383 هـ - 993م.