منذ الحقبة الجاهلية حتى الآن. وما زال يصدر منذ عام 1958 مجلته الشهرية المتميزة «الثقافة» إضافة إلى الثقافة الأسبوعية، وله دار نشر تحمل الاسم ذاته نشرت كثيراً من الكتب، وربما كانت مجموعتي القصصية الأولى «هل تدمع العيون» التي نشرها الأستاذ عكاش عام 1956 هي أيضاً أولى منشورات هذه الدار. وهذا الشاعر الجميل مقل جداً، لكنه مع ذلك، أصدر مجموعة تحمل عنوان «يا ليل» نشر فيها القصيدة التي حملت اسم «كأس بايرون» وقد استوحاها، كما أشرنا في الصفحة السالفة من بيت الشاعر الانكليزي القائل: «ألا ليت لكل نساء العالم ثغراً واحداً، إذاً لقبّلته واسترحت» يقول مدحة عكاش:
لا لهويَ العاتي ولا أكوابي
تثني جموح صبابتي وشبابي
أيقظتُ في دنيا الفنون مشاعري
وجعلت في محرابها محرابي
إن لاح طيف الجمال تدافعت
صبواتي الحرّى على أهدابي
أولاح لي سحرٌ بصفحة وجنةٍ
ضجَّ النزوع بقلبيَ الوثاب
يا ربِّ، بي ظمأ لكل جميلة
وإلى الثغور ورشفِ كل رضاب
وكأن لي ديناً رأيت وفاءه
لا ينقضي، في ثغر كل كَعاب
يا رب لو جُمت شفاه الغيد في
شفة أحلّ لها كريم شبابي
للثمتها وأذبُت قلبي فوقها
وأرحتُ نفسي من عناً وعذاب
وكان قد كتب هذه القصيدة سنة 1947، والشاعر وقتها في الرابعة والعشرين من عمره.