تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إسرائيل.. من فمك أدينك

موقع Truth Teller
ترجمة
الخميس 25-2-2010م
ترجمة : رنده القاسم

إذا كان العداء للسامية يعني النقد الشديد لإسرائيل، حسب ما تؤكده كل من عصبة العداء للتشويه وحكومة إسرائيل،عندها يمكن القول:

إن أكبر عداء للسامية في العالم موجود حيث لا يمكن لأحد أن يتوقع، أي في إسرائيل، فعلى نحو متزايد يقوم كتاب يهود من أكبر الصحف الإسرائيلية اليومية مثل Jerusalem Post و Haaretz بذم معاملة إسرائيل اللاإنسانية للفلسطينيين. ويستخدمون لغة كان بإمكانها إثارة كورس غاضب، بسبب العداء للسامية، في أي كنيسة أميركية أو جامعة أو هيئة تشريعية.‏

أيها المسيحيون الإنجيليون لقد آن الوقت لتنصتوا. فعلى امتداد القرن الماضي، لم تكن العلاقات بين اليهود و العرب في الشرق الأوسط الممزق من الحروب محكومة بالوصايا العشر, ولو كان الأمر كذلك لتميز الشرق الأوسط بالهدوء و التعاون.‏

في مقالة نشرتها Jerusalem Post تحدث «لاري ديرفنير» عن أمر اعتبره غير قابل للتصور من قبل معظم الإسرائيليين. إذ طلب من الإسرائيليين التأمل بالمشاعر التي كانوا سيشعرون بها لو أن سكان غزة عاملوهم بالاحتقار الذي يعامل به الإسرائيليون الفلسطينيين. وقال: «لو أن دولة أخرى أرسلت إف 16 والأباتشي والفوسفور الأبيض والطيارات الطنانة والدبابات وكتائب الجنود إلى إسرائيل، لو أن أي دولة فجرت وقتلت مثلما فجرنا وقتلنا في غزة، هل سنصنع السلام معها؟ لقد عملنا على تناسي قيامنا بكل الأمور البغيضة في غزة،وهم لم يقوموا بها، وهذا هو الحال منذ عام 1967. علينا أن نتجرأ ونتخيل أنفسنا مكان هؤلاء الناس وعلينا الكف عن ارتكاب أفعال بحقهم ما كنا لنرضى أن يرتكبها أحد بحقنا».‏

في مقالة بـHaaretz بعنوان «أخطاء إسرائيل العشرة الأسوأ في العقد» اعتبر «برادلي بروستون» حصار غزة الأول في القائمة، وقال: «كان الإطار العام للعقد متمثلاً بإيمان الفلسطينيين المتشددين بالخلاص عبر العمليات الانتحارية وبإيمان الإسرائيليين المتشددين بالخلاص عبر الوحشية. وانتهى العقد كما ابتدأ منهكاً بلا حل ولا أمل، ومع مرورنا بهذا أصبحنا أكبر بعشر سنوات ولكن لم نصبح أبدا أكثر حكمة. ونتيجة الحصار كان ازدياد الغضب الفلسطيني تجاه إسرائيل. وفي نظر المجتمع الدولي العقاب الجماعي الساحق، والصمت الإسرائيلي في المقابل، قد أفرغ الادعاءات الإسرائيلية الأخلاقية من محتواها، وحقيقة أن الحصار أخفق كلياً في تحقيق هدفه المعلن وقد دعم الإحساس بأن هدفه الحقيقي هو العقاب. لقد أفسد الحصار القيم الأخلاقية لكل الإسرائيليين، الذين سواء أكانوا مدركين لما يحصل لشعب غزة أم لا، فإنهم يتحملون المسؤولية الكاملة عن كل الأعمال المرتكبة باسمهم»‏

«عكيفا الدار» اختار لمقالته في Haaretz السؤال: هل يخلد شعور الضحية عند اليهودي الإسرائيلي الصراع مع الفلسطينيين؟ واستشهد بدراسة قام بها كل من «دانييل بار تال» وهو واحد من أكبر علماء النفس السياسيين و«رافي نيتس زيهنغات» طالب طب وتقول الدراسة: يتصف الوعي اليهودي الإسرائيلي بإحساس الضحية، عقلية الحصار، الوطنية العمياء، حب القتال، إحساس التفوق، تجريد الفلسطينيين من الصفات الإنسانية وتبلد المشاعر تجاه معاناتهم. يمارس الشعب الرقابة الذاتية ويقبل الرؤية الراسخة دون الرغبة في الانفتاح لمعلومات بديلة، إنهم لا يريدون الارتباك بالحقائق. نحن أمة تعيش في الماضي يغمرنا القلق والمعاناة من انغلاق مزمن في العقول.‏

أما «جدعون ليفي» في Haaretz فقد استغل فرصة يوم ذكرى المحرقة لا للحديث ضد العالم العدائي ولكن ضد القمع الإسرائيلي المتزايد للغزاويين، والذي يرى أنه يهيج نيران العداء للسامية، فكتب: «تحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مؤسسة يادفاشيم (مركز أبحاث أحداث الهولوكوست) فقال: يوجد في العالم شر، شر كان يجب أن يستأصل من البداية». لدينا رئيس وزراء يتحدث عن الشر ولكن يشارك في جريمة حصار غزة التي وصلت إلى عامها الرابع مخلفة مليوناً ونصف المليون يعيشون في ظروف مخزية، رئيس وزراء يقوم الشعب في بلده بتخليد مذابح منظمة ضد فلسطينيين أبرياء ولا تتخذ الدولة أي موقف ضدهم. كم كان من الجميل لو أن إسرائيل في هذا اليوم الدولي أمضت بعض الوقت في محاسبة الذات والنظر إلى الداخل، والسؤال كيف أن الحديث عن العداء للسامية قد زاد في العالم وخاصة السنة الماضية، بعد عام من إلقائنا لقنابل الفوسفور الأبيض على غزة.إن آلاف الخطب عن العداء للسامية لن تطفئ وهج عملية الرصاص المصبوب، الوهج الذي لايهدد إسرائيل وحدها بل العالم اليهودي بأسره. وطالما أن غزة تحت الحصار وإسرائيل غارقة في رهاب الأجانب، فإن خطب الهولوكوست ستبقى جوفاء .وطالما أن الشر متفش هنا فلا العالم ولا نحن سنكون قادرين على تقبل الوعظ ضد الآخرين حتى ولو استحقوا ذلك».‏

في موقع Salon كتب اليهودي الأميركي «غلين غرينوولد»: «تعريف اليهودية الحقيقية في القرن الحادي والعشرين يعني شجب احتلال إسرائيل الوحشي للضفة الغربية وحصار غزة. فالتيار الصهيوني الرئيسي يريد أن ينأى باليهود بعيداً عن حقائق الاحتلال الإسرائيلي وحق الفلسطينيين في تقرير المصير».‏

مارس الإسرائيليون خلال الأربعين سنة الماضية ولا يزالون أكثر وسائل التعذيب شيطانية بحق الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، ويقدر عدد السجناء الفلسطينيين بعشرة آلاف بمن فيهم نساء وقصر، وهذه اللاإنسانية يعتم عليها من قبل الجيش والشرطة ووسائل الإعلام الإسرائيلية ووسائل الإعلام الغربية. ومن المعروف أن خبراء تعذيب إسرائيليين كانوا في مشهد التعذيب الأميركي للعراقيين في سجن أبو غريب. وما من شك في أن نفوذ إسرائيل، كشريك مع الولايات المتحدة في الحرب ضد الإرهاب خلال حكم جورج بوش الابن، هو ما أدى إلى ذاك التعذيب من النمط الإسرائيلي عند استجواب الولايات المتحدة للسجناء المسلمين.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية