تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نسير إلى المنحدر

ترجمة
الأحد 9-5-2010م
قراءة: أحمد أبو هدبة

بالأمس صادفت –بحسب التقويم العبري- الذكرى الثانية والستون لإقامة «إسرائيل» على الأرض الفلسطينية،

وهي مناسبة تشهد على سرقة أرض من أصحابها الشرعيين وتشريد أهلها في بقاع الأرض، وما يميز هذه المناسبة في هذا العام بالنسبة للإسرائيليين، أكثر من أي عام، ان كثيراً من المفكرين والمحللين اليهود والإسرائيليين على السواء باتوا يشككون بنجاح المشروع الصهيوني وحتى باستمراره على الرغم من الانجازات الكبيرة التي حققها، وان الكيان الذي انشؤوه أصبح: «يسير بالاتجاه الخطأ, وانه يعيش مفترق طرق حاسماً, قد يقوده إلى الصعود والازدهار, أو نحو التدهور والغروب, بل والخطر الوجودي الحقيقي » على حد تعبير عاموس لبيدوت قائد سلاح الجو الأسبق.‏

فعلى الرغم من النجاح الاقتصادي الذي حققه هذا الكيان فإن الفجوات الكبيرة تتمثل بالنقاط التالية:‏

1- فساد ينخر في عظام الكيان!‏

لا يزال الفساد في مؤسسات الحكم يغطي مجتمع الكيان.والفساد في مؤسسات (الدولة) ينفذ عن طريق الدولة ومؤسساتها، وأحيانا عن طرق شخصية وكلها على حساب المال العام. وهذا يتضمن رؤساء الدولة ووزراء وأعضاء كنيست ورؤساء بلديات وشخصيات مرموقة في المجتمع. بعضهم حكم عليه بالسجن وهناك من لايزال ينتظر محاكمته.‏

2-التيار العلماني الديني.. سجال قديم جديد.‏

والاهم من ذلك ان السجال القديم الجديد بين التيار العلماني والديني في الحركة الصهيونية بين من يعتبر ان قيام الكيان الصهيوني تجسيد لتحرر اليهود من (الشتات وإعادتهم إلى أرض الميعاد) وبين من يعتبرون إقامته «خلافا لإرادة الله وتوراته».‏

3- فقدان الدينامية والأمل‏

الملفت للنظر، في تحليلات الصحف الإسرائيلية التي تناولت هذه المناسبة طغيان نزعة التشكيك في الفكرة الصهيونية لدى كثير من الكتاب والمحللين المرموقين، التي تحولت مع الأيام إلى فكرة تجسد كل ما هو عنصري وكاره للآخر،وبحسب أوري مسغاف في يديعوت أحرونوت فإن الصهيونية، في هذه الأثناء، تنكس الرأس. يوجد لذلك جملة من الأسباب، ولكن السبب الرئيس فيها هو انعدام الأمل. فلا أمل حقيقياً في عالم يسيطر عليه الخوف والإحساس الذي لا ينتهي بالضحية.‏

4- أنموذج للعنصرية والعنف‏

فالحلم الصهيوني بإقامة كيان يكون «منارة للشعوب» على حد تعبيرهرتسل مؤسس الحركة الصهيونية، من بعده بن غوريون أخذ ينهار في أعين الكثيرين من الإسرائيليين. إذ تحول هذا الكيان إلى مثال للعنصرية والعنف فيه من الغطرسة والتعالي الشيء الكثير، فكيف يمكن ان يقام كيان يشكل منارة للشعوب، وهو قائم على جماجم شعب آخر؟ وعلى أشلاء شعب آخر؟ .‏

5- بعيدون عن الاستقلال‏

الكثير من علماء الاجتماع وعلماء النفسن في إسرائيل يرون ايضا، ان إسرائيل تمر بمرحلة تخبط واتخاذ القرارات الخاطئة التي قد تؤثر على قيامها «كدولة»، على الرغم من نجاحها الاقتصادي والأمني.‏

ولعل الإخفاقات التي منيت بها إسرائيل وجيشها في العقدين الأخيرين، وخاصة فشلها الذريع في تحقيق أي من الأهداف السياسية في حربين شنتهما في اقل من ثلاثة أعوام، قد ألقت بظلالها على جميع مناحي الحياة في «إسرائيل» في هذه المرحلة، فقد لخص يحزقيل درور المحلل السياسي والعضو في لجنة فينوغراد الأسباب التي أدت إلى بعض هذه الإخفاقات بقوله: « ان أحد أبرز أسباب أفول الدول، «هو الثقة بالنفس المبالغ فيها والغرور».‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية