|
عندما يقال الحق فضائيات إلى الجمهور البعيد قبل القريب دون أن يجعل في رسالته ثقوباً كالغربال يتسرب من خلالها الإعلام المعادي ليصوغ رسائله المفخخة والمضللة ويلعب من خلالها على الحبال.
لا شك أن قضية لبنان واحتلال أراضيه في سياق الصراع العربي الإسرائيلي لا تحتمل السلبية في النقاش أو طرح أجوبة يستفيد منها الكيان الإسرائيلي ويجيرها لمصلحته حتى لو كانت الغاية منها انتزاع الجواب من الضيف وتجييره لمصلحة المقاومة والدولة. في برنامج «الحق يقال» الذي يعرض على شاشة ال OTV والذي تقدمه الإعلامية ماجي فرح استضافت إحدى حلقاته وزير الزراعة اللبناني حسين الحاج حسن وطبعاً كعادته بنبرته المقاومة والمدافعة عن حق لبنان في السيادة والتحرير راح الوزير الضيف يرد على أسئلة مقدمة البرنامج والذي يسترعي الانتباه ويدعو للتوقف والمراجعة هو بعض الأسئلة التي كانت تطرح على الضيف والتي تشير باصبع الاتهام بشكل أو بآخر وتشكل ذرائع لإسرائيل يمكن أن تدخل منها من بوابة الإعلام الواسعة لتستفيد منها في حربها الإعلامية وتهديداتها المتواصلة ضد لبنان وشعبه ومقاومته. والذي يلفت الانتباه أيضاً هو تلك الأسئلة البديهية التي كانت تلقيها المقدمة فرح على مسامع الوزير الضيف الذي بدوره كان لا يسمح لها بأن تمر بسهولة بل يوضحها ويسهب في التوضيح استفادة منه من السؤال وخصوصاً إذا كان يصب في قلب مصلحة لبنان ناهيك عن بعض الأسئلة المستغربة والمحرضة والتي تشير إلى وضع المقاومة والدولة في ميزان القوة والسلطة وكل ذلك ليس له مبرر ولا يخدم الوضع الداخلي اللبناني في ظل التهديدات الصهيونية وكانت مقدمة البرنامج في غنى عن طرح هكذا أسئلة ولأي مبرر كان. ولابد من الإشارة إلى أنه حتى في سياق العمل المهني في إدارة الحوار لاستيضاح الحقائق وتقديم المعلومة لا يمكن الذهاب بعيداً في طرح أسئلة تعكر الأجواء وخصوصاً اللبنانية التي تحكمها خصوصية واعتبارات كثيرة يجب مراعاتها ولاسيما أن البرنامج يمتلك اسماً يدلل على الحق ويحمله شعاراً ويعرض على فضائية داعمة لنهج المقاومة في التحرير واسترجاع الحقوق. إن من واجب الإعلام اللبناني بشكل خاص والعربي بشكل عام حصر إسرائيل في الزاوية وعدم جعل الإعلام ساحة لها تلتقط من خلالها الذرائع والمبررات بخبثها المعهود لتستخدمه في تضليل الرأي العام وكسبه لصالحها. ولعل الإعلام اللبناني في ظل الخروقات المستمرة للسيادة الوطنية مسؤول أكثر من غيره عن تعرية الإعلام الصهيوني عندما يفكر في مهاجمة المقاومة. وتبقى الإشارة إلى أن عكس مقدمة البرنامج في بعض أسئلتها للمنطق وتصويب الضيف لها يجعل من التناقض مادة دسمة يستفيد منها الإعلام المعادي ويجتزئ منها ما يروق ويحلو له ليبرهن على صحة نظريته في العدوان وحماية أمنه المزعوم.
|