عبده وازن روائياً في «قلب مفتوح»
فضاءات ثقافية الأحد 9-5-2010م بمزيج من الشعر والتأملات ومراجعة الذات واستنباط الطفولة, واستعادتها بما يشبه التمسك بها، وبنص يمشي تارة على مهل, وتارة بنزق, وتارة بتأمل من داخل الحياة، هكذا تأتي رواية عبده وازن «قلب مفتوح» سيرة ذاتية، ثقافة ومعرفة،
حركة دؤوبة من سرير المرض، ما كانت تأتي لو لم يخضع الكاتب لعملية جراحية في القلب, أتاحت له استرجاع الماضي، الطفولة، اليتم، معرفة المرأة، حبيبة الأيام الأولى، كل ذلك بنص مكتوب بعصب متوتر، وصدق في كل ما يروي الكاتب وما يتذكر. تطفو في كثير من الصفحات لغة الشعر. فوازن في الأصل شاعر له خصوصية معينة لا يقلّد فيها أحداً, ولا أحد يستطيع أن يقلّده، لغة من لحم ودم ومشاعر وأحاسيس، تتدفق كالنهر ولا تصب إلا في القلب في تعاطف من تجربة الكاتب الشاعر، فيصبح القارئ هو الكاتب والعكس صحيح.
يتحدث الكاتب تارة عن نفسه، وطوراً يتخيل آخر يتحدث عنه ويستنبط ذكرياته، وينظر الى أمه على أنها أمه وأبوه في وقت واحد, ويشيد الكاتب باللغة العربية لأنها لغة مقدسة، ويشير الى أنه كلما فتح القرآن يتذكر الصفة التي نعمت بها اللغة العربية متفردة، الصفة القدسية، صفة اللغة المقدسة، لغة الله أو اللغة التي تحدث بها الله.
يطغى الحزن على الرواية بكل تداعياته، والحزن، غير الفرح، وحده يدعو الى التأمل، خصوصاً في الليل, يدخل الاكتئاب على حياة الكاتب، يرفض المكتئب الاعتراف بمرضه، لأنه لايراه ولا يمسك باليد، ولا ينتبه الى ان الاكتئاب هو مرض غامض قد يؤدي في لحظة خاطفة الى الانتحار أو الجنون.
|