وخاصة الأخوين (عاصي ومنصور) اشتغلا على هذا الحلم عبر اللحن والكلمة وانضم إليهما الصوت الذي يجمع الصباح في جمالياته فيروز.
في محاضرة حملت عنوان «أعمال نادرة للأخوين رحباني وفيروز- استماع وتوثيق» قدم المهندس ناصر منذر- الجمعية الكونية السورية في المركز الثقافي العربي- أبو رمانة- مجموعة من التسجيلات المهمة التي من الصعب الوصول إليها إلا عبر باحث يُعنى بالموسيقا وماسقط منها عبر الزمن بالنسيان أو إهمال قيمتها الفنية.. بعدم أرشفتها.. ونقلها من عهدها القديم.. إلى تقنيات الصوت الحديثة، فما ضاع الكثير من هذا الفن العظيم..
في العودة إلى ماقدمه م. ناصر منذر في (ليلة الاستماع) عبارة عن عرض لمجموعة أعمال غنائية للسيدة فيروز، منذ بداية مسيرتها الفنية مطلع خمسينيات القرن الماضي وحتى نهاية الستينيات، وجاء اختيار الأعمال باللغة العامية بلهجات عدة، إضافة للفصحى.. من كلمات وألحان شعراء وملحنين مختلفين- مثلاً: (عاشق الورد) ديو غنائي مع حليم الرومي باللهجة المصرية، ألحان حليم الرومي سُجل في النصف الأول من عام 1950 أما أول أغنية خاصة لفيروز فحملت عنوان: «تركت قلبي وطاوعت حبك» كلمات ميشال عوض، ألحان حليم الرومي في 1-4-1950 ومعها حملت اسمها الفني (فيروز) بعد أن خيّرها الرومي بين شهرزاد وفيروز.
استمعنا إلى أغنية من هنا حبنا مرّ (تانغو بوهيميا) وهي أغنية بالفصحى واللحن أرجنتيني- تم تسجيلها مع أوركسترا إدواردو بيانكو عام 1951 ويقول مطلع الأغنية:
من هنا حُبنا مرّ
أنبتت أرضنا زهرة
هات شفّ غواك
روحي تهواك
والقلوب حماك
أيضاً ما استمعنا إليه أغنية بالعامية بلحن أرجنتيني- أيضاً سُجلت مع أوركسترا إدواردو بيانكو والغريب في هذه الأغنية ذات اللحن الأرجنتيني بأن الكورال الذي يردد وراء فيروز كان فتيات أرجنتينيات.. فأتى الترديد غريباً.
ونشير إلى ما استمعنا إليه من أغنيات لم نكن لنسمعها لولا بعض المهتمين والمتابعين والباحثين في مجال الكلمة واللحن رومباشرود (في مقلتيكِ حنين) أغنية بالفصحى كلمات رحباني -اللحن غربي- مابين 1952 -1954.
ياأسمر ما أحلاك: أغنية بالعامية كلمات رحباني- لحن لاتيني- أغنية «تتينا» أيضاً بالعامية كلمات رحباني- ألحان شارلي شابلن وأغنية «عنفوان» وهي قصيدة بالفصحى- كلمات الشاعر عمر أبو ريشة- ألحان: عاصي الرحباني سجلت يوم 20 نيسان 195٢ في إذاعة دمشق يقول مطلعها
لم ترتشف دمعي شفاه الهوان
ولم يناد المجد هذا جبان
فاعصف فإني صخرة يازمان
لقد كان لإذاعة دمشق والجمهور السوري دور مهم في مسير الأغنية الرحبانية وإطلاق صوت فيروز عبرها.. حيث يعترفون بهذا الفضل.. ولذلك قدم الرحابنة العديد من الأغنيات الوطنية لسورية قبل أن يقدموها للبنان.. ولكن برغم ذلك هناك ثلاثة بلدان أخذت حيزاً في أغانيهم (فلسطين- لبنان- سورية).
مما قدم لسورية على سبيل المثال: «فتاة سورية» أغنية وطنية بالفصحى من نوع المارش كلمات وألحان رحباني سجلت في إذاعة دمشق 18/4/1953 يقول مطلعها:
فتاة سوريا.. هيّا إلى المسير
فتاة سوريا.. لكِ الغد المنير
أيتها الطلائع أخطري في الضياء
جهادنا الحق والإخاء ياعذارى
نشيدنا للمرتجى.. للخير للبناء