نبيل خاطر مُدرِّس بين أنّ أولوياته تتمثّل بأمرين, وهما وظيفته التي يُنفِق على أسرته من راتبها والطعام الذي يتوجّب عليه تأمينه لأبنائه، لكن هناك ثمة ضغوطات أخرى تفرضها الظروف باستمرار تتعلق بنفقات المدارس والملابس والأدوية كونها من الأساسيات في الحياة أيضاً.
فيما روان يوسف موظفة في شركة طبية ترى أن المَظهر يَشغُل معظم ميزانيتها على الرغم من أنه يأتي على حساب مُتطلّباتٍ أكثر أهمية, لأن المجتمع بنظرها يتعامل مع السيدات من خلال المظهر والأناقة,ولا يجد الرجال عُذراً للمرأة التي لا ترتدي الملابس الأنيقة ولا تستخدم العطور ومواد التجميل، بغض النظر عن الظروف الاقتصادية.
بدوره سليم الصافي الذي يعمل في إحدى المنشآت السياحية أشار إلى أن الناس يهتمون بالطعام قبل كل شيء،والمواطن يستمر بشراء المواد الغذائية والمأكولات الجاهزة مهما ارتفعت الأسعار، لكن نسبة الشراء تتأثر بمستوى الدخل، و الكثيرون لا يستغنون عن الطعام في كل الأحوال.
بينما الأولوية عند أنس العلي الذي يبيع على إحدى البسطات هو تأمين علاج ابنه من المرض، ويأتي الطعام في المرتبة الثانية، بينما تحتل الملابس مرتبة أخيرة ضمن اهتماماته.
رجاء بدر طالبة جامعية تؤكد أنها تهتم بالملابس والرحلات على حساب الأمور الأخرى, منوهة أنّ تأمين مستلزماتها المادية تقع على عاتق أهلها، ومن المُبكّر التفكير بهموم الحياة ومصادر الدخل حسب رأيها, ومن حقِّها العيش هذه الفترة بطريقة مريحة,وأن على زوجها المستقبلي تأمين جميع المتطلبات المادية والترفيهية وحتى التجميلية.
سامر العلي الذي يعمل في مؤسسة غذائية أوضح أن معظم دخله يذهب كأجرة منزل و ما تبقى منه و ما يستدينه يتم إنفاقه على الطعام والعلاج, وآخر مرة تمكّن خلالها من مرافقة الأسرة في رحلة كانت قبل أربعة أعوام.
أما نجوى ابراهيم التي تعمل في شركة للاتصالات فتعتقد أن من واجبها التعاون مع زوجها بتأمين مستلزمات المنزل, وتحاول دائما التوفيق بين متطلباتها الشخصية وأناقتها ومستلزمات الحياة من طعام وغير ذلك, وبعض المتطلبات تستلزم أحياناً الاستغناء عن غيرها.
الدكتور خليل بكر الذي يعمل مستشاراً اقتصادياً في القطاع الخاص, أشار إلى أنّ الأولويات لدى المواطنين تتوزّع حسب شرائحهم الاقتصادية ومستوى الدخل، لكن معظم المجتمع برأيه ينتمي إلى الطبقة الفقيرة, حيث لم تعد الطبقة متوسطة الدخل ظاهرة خلال السنوات الأخيرة, ومن الطبيعي أن يُخصّص المواطن (والموظف بشكل خاص) مُعظم دخله لأجرة السكن والطعام والأدوية, أما وسائل الرفاهية أو الانفاق على المظهر فليست متاحة لدى معظم الناس، وعندما يلتفت إليها البعض فذلك سيكون على حساب أساسيات الحياة.. ويُقدِّم الدكتور بكر مثالاً على أسرة مكوّنة من ستة أشخاص تسكن منزلاً مستأجراً بقيمة أربعين ألف ليرة شهرياً، ويفترض أن الرجل وزوجته يعملان ولهما دخل بقيمة ثمانين ألف ليرة,وهنا سيذهب نصف الدخل كأجرة للمنزل فيما يترتّب على الأسرة أن تؤمِّن الطعام والملابس والدواء من خلال ما تبقى من الدخل، وهي مهمّة صعبة.
هي إذاً أولويات تتباين نسبياً من مواطن إلى آخر, لكن معظم الناس يهتمون بالطعام والسكن والعلاج على حساب المتطلبات الأخرى,والتي قد تتمّ تلبيتها بشكل موسمي متقطع، ولا ترقى لأن تكون ضمن الأولويات.