خصوصاً،هذا الغرب الذي يحاول عبثاً فرض إملاءاته على سورية عبر اتباع مختلف أجندات الخبث والدهاء والخسة وحرب الإعلام والكلمة فتارة يزعمون أن سورية تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة و يسعون يائسين إلى ملاحقة شرفائها ومناضليها بأنهم مجرمو حرب وتارة أخرى يعملون على فرض حزمة جديدة من العقوبات عليها ويحاولون تصوير الوضع فيها بأنه على فوهة بركان ثائر والجيش السوري الباسل الذي يدافع عن شرف الوطن وعزته وسيادة أراضيه ووحدتها بعكس ذلك وبالتالي يحضون رعاياهم على مغادرة سورية فوراً.
لغة وحيدة لا يفهم الغرب سواها إنها لغة التصعيد ولي الذراع ورفع السقوف وبث السم في العسل ووضع العقدة في المنشار والتهديد بمجلس الأمن الدولي والتقليل من شأن قاطرة الإصلاح والحوار السياسي.
كم من دماء طاهرة سُفكت وعائلات شُردت وبيوت نُهبت وحُرقت ومنشآت عامة وخاصة دُمرت وطرق قُطعت بأيدي مجموعات إرهابية مسلحة ومأجورة عاثت تدميراً وتخريباً؟كم من مسيرات خرجت بملايين السوريين دعماً لقيادتهم الحكيمة وتعبيراً عن التفافهم حولها؟والسؤال الآن أين الشرعية الدولية من ذلك كله؟والولايات المتحدة ومن يلف لفها وهي من يحفل سجله الأسود بمجازر لا تعد ولا تحصى أوليس الأولى بها أن تحاسب نفسها أولاً قبل أن تنصب نفسها قاضياً على العالم ودوله؟ثم أين هي من حكام إسرائيل الذين ارتكبوا مئات آلاف جرائم الحرب ضد الفلسطينيين العزل؟أين هي من القمع الدموي الذي تنتهجه إسرائيل ضد مظاهرات الفلسطينيين المنددين بجدار الفصل العنصري؟إنها قوى الشر والظلام والتي تتباكى على السوريين اليوم وتحشد أسطول جرذانها في الداخل والخارج لاستنزاف سورية وتدميرها وسلبها استقلالية قرارها وتمزيق أرضها وتفتيت لحمتها الوطنية هي نفسها من يصرح علانية أنها ستجهض أي مسعى للاعتراف بحقوق الفلسطينيين وبدولتهم المستقلة في أيلول القادم عبر سلاحها القديم الجديد سلاح الازدواجية والكيل بمكيالين إنه حق النقض الفيتو.
ولكن مهما اشتد زُفاح قردة الغدر والعمالة ضد سورية وارتفع نعيق غربانهم فلابد لشمس الغول الأميركي والأوروبي من الأفول،فسورية كانت ولا تزال منارة يهتدي بنورها كل التائهين والمُضَللين،لا بل هي نسرُ شامخ يحلق في القمم الشماء يتحدى الصعاب وينبعث من جديد رغم المحن ولن تكون يوماً كالنعام تدفن رأسها في الأرض.