بيد أن باطنها فيه غياب المتداولين المؤسساتيين، وهم من دون شك صانعو السوق الحقيقيون، والذين يعرفون بـ Market Maker ، فهؤلاء هم من يرفع للسوق أداءها ، ويعطي للتداولات فاعليتها.
وتقابل مشكلة غياب المستثمرين الكبار بأخرى لا تقل ضرراً وتأثيراً عنها، وتتمثل بقلة عدد المستثمرين الفاعلين، والذين هم بحدود ألفين في المتوسط بالرغم من أن عدد المساهمين في الشركات العشرين المدرجة في السوق يصل إلى 50 ألفاً، منهم 11 ألفاً لديهم حسابات في مركز المقاصة والحفظ المركزي.
تقف وراء هاتين الظاهرتين، أي غياب صانعي السوق وقلة عدد المتداولين الفعليين، عدة أسباب على ما نعتقد لكن أبرزها على الإطلاق القابلية العالية لدى المستثمرين الكبار للاحتفاظ بأوراقهم المالية رغبة في تحقيق المزيد من الأرباح لاعتقادهم بأنها لما تصل إلى السعر العادل بعد، فضلاً عن غياب البدائل في حال البيع، خاصة مع تخفيف عمليات الطرح والإصدار في السوق الأولية خلال الأشهر الأخيرة.
عرض (بفتح الراء) هذا المرض تبدى في تعاظم طلبات الشراء مقابل محدودية البيع، وهو سبب رئيسي في إجبار (ترند) أو اتجاه السوق لاتخاذ منحى صعودي باستمرار، وربما بأعلى من معدلات تسارع السوق واستكمال بنيتها وهيكليتها.