عندما لبسناها،وقبل خروجنا من المنزل،استوقفتنا تلك العبارة التي كتبت عليها,فاضطررنا إلى استبدالها وإرجاعها إلى مصدرها بعدما كنا نتوق شغفاً لارتدائها.
يقع البعض منا في فخ ارتداء ملابس كتب عليها كلمات وجمل لا تتماشى مع طبيعة المجتمع وأخلاقياته،ما يعرض الكثير من الشباب والشابات إلى نقد لاذع من
قبل أفراد المجتمع وقد يضع الكثير منهم في مواقف محرجة.
أمل- 20 سنة، واحدة من الفتيات اللواتي حدثتنا عن موقف محرج حدث معها عندما ارتدت سترة كتب عليها باللغة اللاتينية «follow me»،» اتبعني» فأصبحت عرضة لكلام وثرثرة الشباب في الشارع ومع أنها لم تقصد لفت الانتباه إلا أنها استقطبت بسترتها هذه،أنظار جميع من يجيد قراءة ما كتب على ملابسها,فقررت الاستغناء عن هذه السترة بعد أن أزعجها كلام البعض.
follow me واحدة من الكلمات التي نقرؤها على ملابس الشباب وغيرها الكثير,» bad boy» «الولد السيئ» على سبيل المثال عبارة أخرى تطبع على القمصان الشبابية فتعطي انطباعاً سيئاً جداً عن مرتديها ونظرة غير محترمة مغايرة للواقع في كثير من الأحيان فكثيراً ما نجد مرتدي هذا القميص غير منتبه إلى ما كتب على ثيابه وارتداها بشكل عفوي دون أن
يفكر ما تعكسه من صورة سيئة لشخصيته.
لفت انتباه.. أم تقليد أعمى!؟
قد تسعى بعض شركات الألبسة إلى طباعة عبارات غربية باللغة اللاتينية،في محاولة لترويج بضائعها وإضفاء بصمة مميزة على منتجاتها فهم لا يأبهون سوى بالربح المادي الذي يحسن من مردود شركاتهم.فيحاولون استقطاب شريحة واسعة من الشباب المحب للتميز والتألق ،
ونرى أيضاً بعض شركات الألبسة تكتب على بضائعها كلمات أجنبية, كنوع من التقليد الأعمى لبعض ماركات الثياب العالمية،ضاربة بأخلاقيات المجتمع عرض الحائط غير مكترثة بضرورة التزامها ومراعاتها لأدبيات المجتمع الذي تروج فيه لبضائعها والمختلف عن المجتمعات الغربية في تركيبه ونسيجه الاجتماعي وطبيعة أفراده وما يؤمنون به من معتقدات وما يتبعونه من أعراف وتقاليد.
ثيابك مرآة لشخصيتك
لعلها أحد أشكال الاستقلالية،التي يرى فيها المراهق والشاب خطوة أولى على سلم النضج والتحرر من تدخل الأهل في تفاصيل تعنيه وترسم الكثير من ملامح شخصيته وشكله الخارجي, فالخروج بمفرده أو بصحبة أقرانه لشراء ثيابه دون استشارة الأهل أو ارتداء ما يجدونه لائقاً لأبنائهم،ُيشعر المراهق والشاب بأنه حر في اختياره وذوقه,وهنا تبرز شخصية الشاب بمعزل عن تدخل الآخرين.
ولأن الكثير يحكم على شخصية الآخرين من خلال مظهرهم الخارجي وما يرتدونه من ملابس لذلك وجب علينا الانتباه إلى كل قطعة نبتاعها,فلا يمكن أن نركب أمواج الموضة العمياء فنسمح لها أن تقذفنا على شواطئ خطرة وغير آمنه في كثير من الأحيان.
ظاهرة ثلاثية الأبعاد
وإذا ما تعمقنا أكثر بهذه الظاهرة فأبحرنا في تفاصيلها وغصنا في حيثياتها, قد يخطر على بال البعض, لماذا كتب على تلك الملابس بأحرف لاتينية هل لأن حروفها وزخارفها أجمل من حروف اللغة العربية؟,أم أنها محاولة للتطبيع ومحاربة من نوع جديد للغة العربية والتي استبدلناها باللغة العامية فأصبحنا نعجب عندما يخاطبنا البعض باللغة العربية السليمة, فنرى فيه فصيحاً خرج لتوه من أحد المسلسلات التاريخية ونطالبه باستبدالها باللغة العامية التي اعتدنا أن نتخاطب بها،وهل يمكن لمن يقطنون في البلدان الأجنبية الغربية أن يرتدوا من الثياب ما كتب عليه بحروف لغتنا العربية مثلاً,وماذا عن ثياب «المارنز» وهي ثياب عسكرية خاصة بالجيش الأمريكي والذي اجتاح أسواقنا بكثرة في فترة معينة فارتداه البعض منا من شباب وشابات ظناً أننا نواكب الموضة ونعاصر كل ما هو جديد وحديث؟ هذا وناهيك عن تلك الأعلام الأجنبية والتي تطبع على سترات الشباب فيرتدونها في مواسم رياضية معينة كما حصل الصيف الماضي.
تفاصيل صغيرة لا يمكن أن نتجاهلها أو نتناولها بشكل سطحي بعد الآن وخاصة أن ما مررنا به مؤخراً من تآمر خارجي جعلنا أكثر يقظة لما يجري حولنا وإلى كل ما يصدر إلينا من برامج وكتب أجنبية وأفلام وثقافات كاملة تروج لأفكارهم الدخيلة على مجتمعاتنا الأصيلة والمتماسكة.