بمساعدة المزارعين في حصاد محصول القمح يدوياً مستخدمين أدوات الحصاد التقليدية البسيطة في الأراضي التي لا يمكن أن تدخلها الحصادات الآلية.
وأشار حسين العابد أمين فرع الشبيبة بالرقة إلى أن موسم الحصاد هو موسم الخير يجني الفلاحون خلاله ثمار جهد عام كامل تشققت خلاله الأيدي وتصبب العرق من الجبين، وتناثرت بيادر القمح على امتداد النظر في أرض الخير لتبشر بموسم يضمن أمننا الغذائي، ويجعلنا نملك قرارنا السيادي، فخير أمة هي التي تأكل مما تزرع وتلبس مما تصنع.
وذكر عبد الله العيسى أمين رابطة الشهيد سليمان الشبلي أن هذا النشاط يأتي ضمن المبادرات التطوعية التي تقوم بها الرابطة، وهذه المبادرة شكلت لوحة فنية رائعة حملت عبق الماضي وعراقة الحاضر، وأثارت إعجاب سكان قرية السادس من تشرين والقرى المجاورة لها.
وقال المزارع إبراهيم الحمود العمر: في بداية شهر أيار من كل عام تبدأ عمليات حصاد الشعير لأنه ينضج مبكراً قبل القمح، وفي بداية شهر حزيران حصاد القمح، ويتم بعدة طرق منها الطريقة اليدوية باستخدام المنجل، وهو عبارة عن قطعة حديدية هلالية الشكل ذات مقبض خشبي أو بلاستيكي تكون أطرافها الداخلية حادة، يمسكها الفلاح من المقبض وينحني ويمسك بيده الأخرى مجموعة من السنابل ويقوم بتحريك المنجل باتجاه جسمه، وهنا تقطع السنابل من سيقانها وتتم بحركة فنية سريعة، فيتم تقسيم الحقل إلى شرائح طولانية وكل فلاح يأخذ شريحة محددة له إلى أن ينهيها، ويتم الحصاد مع الأهازيج الحماسية والتي تزيد من نشاط الفلاحين، وقد كان هذا الموسم مختلفاً عن المواسم السابقة فهو من حيث المردود والإنتاجية جيد جداً، ومن حيث المشاركة في أعمال الحصاد شهدت حقولنا هذا العام مشاركة الشباب المتطوعين، حيث شاركوا في عمليات الحصاد مما وفر علينا الوقت والجهد والمال، وهذه تُعد سابقة لمنظمة اتحاد شبيبة الثورة التي عهدناها رائدة في مجال العمل التطوعي.
وقال المدرس المتطوع حمود المخيمر: إن التطوع ثقافة نحاول ترسيخها عبر ترجمتها إلى أعمال حقيقية على أرض الواقع، ومشاركة الشباب اليوم تعكس مدى وعيهم وإدراكهم لأهمية العمل التطوعي ودوره في بناء الوطن.
وأكد المدرس المتطوع خليفة السليمان أهمية هذا النشاط في تعزيز ربط منظمة الشبيبة بالمجتمع من خلال الأنشطة التي تقوم بها في مشاريع «القرى الهدف» والتي ساهمت بالنهوض بواقع القرى المستهدفة على جميع الصعد.
وقالت الشابة المتطوعة هدية الجراد: نحن نشارك الفلاحين اليوم في حصاد محصول القمح الذي يبشر هذا العام بموسم جيد، ونشعر بالسعادة لأننا استطعنا إدخال البهجة والسرور إلى قلوب الفلاحين الذين قضوا عاماً كاملاً في انتظار هذه اللحظة التي حان فيها موعد القطاف الذي يحصد فيه الفلاح ثمار موسم من التعب والإرهاق.
وقال الشاب المتطوع ميلاد العسكر: إن موسم القمح لهذا العام جيد مقارنة بالمواسم السابقة، وقد كان للتسهيلات التي قدمتها الحكومة هذا العام للمزارعين الأثر الكبير في ذلك، وهذا العام هو عام للفلاحين بامتياز إذ ترافقت جودة الموسم مع تخفيض سعر المازوت والذي لاقى استحسان جميع الفلاحين.
وقالت الشابة المتطوعة سناء الحسين: للحصاد اليدوي بالمنجل رونق خاص، فأنت تجد أنك تفلح بيدك وبها تبذر وتسقي وبذات اليد تحصد وتجني ثمار جهدك، ونحن نزلنا مع الفلاحين إلى حقولهم لنشاركهم في عملية الحصاد ونشعرهم أننا أسرة واحدة في مختلف الميادين، فهم يشقون سنة كاملة كي نأكل.
وقال الشاب المتطوع ماجد الخليفة: في شهر حزيران من كل عام لنا موعد مع الخير والعطاء، لذا أردنا في هذا العام أن نكون جزءاً فاعلاً في نشر قيم الخير والعطاء عبر مشاركتنا للمزارعين في حصاد محصولهم، وهذا النشاط عزز الروابط الأسرية والاجتماعية بين سكان القرية، وأصبحوا مثالاً يحتذى في القرى المجاورة.