تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عن اليوم العالمي للمسرح...!!

يوم المسرح العالمي
الثلاثاء 27-3-2012
سهيلة علي اسماعيل

أن يجتمع عدة أشخاص في سهرة مسائية،كل منهم يحمل أفكاراً خاصة وأحلاماً وتوجسات لا بل قلقاً.هم يجتمعون ليتوحدوا متناسين كل شيء خاص بهم يحدوهم الأمل بإيجاد ضالتهم وتبديد قلقهم علهم يعثرون على سعادة تنسيهم ما هم فيه. إنه باختصار المسرح ذلك الجنس الأدبي الرفيع الذي يحتل مكانة مرموقة بين الأجناس الأدبية الأخرى.

لذلك كان من الطبيعي أن يخصص يوم السابع والعشرين من شهر آذار كيوم عالمي له، إذ تحتفل دول العالم قاطبة بهذا اليوم فتقام العروض على خشبات المسارح وتلقى كلمة يتم نشرها في وسائل الإعلام.‏

فالمسرح موعد للفرح والسعادة والأمل إنه تبديد للوحدة والعزلة وعن ذلك يقول الكاتب الراحل سعد الله ونوس في حوار مع جان لوي بارو: إن فكرة الموت هي البذرة التي نبت منها المسرح والمسرح هو المصل الأول الذي اخترعه الإنسان ليحمي نفسه ضد مرض (القلق).‏

إنه موعد بين أشخاص يعاني كل منهم وحدته الخاصة.‏

وغاية هذا الموعد هي تبديد القلق أي إغداق بعض السعادة عليهم لأن السعادة بالضبط نقيض (القلق).‏

ومن هذا المبدأ آمن بريخت بدور المسرح الاجتماعي كجزء من أجزاء البناء الفوقي فقال في إحدى كتاباته: أول وظيفة للمسرح هي إسقاط السلطة البرجوازية وبما أن المسرح مؤهل لأن يلعب دوراً كبيراً في نشر الوعي السياسي والاجتماعي لدى الجماهير وفي تحريضها على الفعل الثوري.‏

لهذا السبب يجب إيجاد وسائل تعطي المسرح إمكانية لتحقيق هذه الوظيفة.‏

لكن كيف يكون المسرح عالمياً وهل يحق لنا أن نسمي المسرح باسم البلد الذي يوجد فيه كأن نقول: مسرح مصري- مسرح سوري.. أليس من البديهي أن يجتاز المسرح الجيد المحلية وينطلق إلى العالمية وهل يحتاج في عملية انطلاقه إلى جواز سفر؟‏

إن جودة الأعمال المسرحية وملامستها لهموم الانسان أينما كان هي ما تؤهلها للانطلاق وعن هذا يقول ميشيل تريمبلي/ كاتب مسرحي كندي/ في كلمة يوم المسرح العالمي التي ألقاها عام 2000: (إن عالمية النص المسرحي لا تتأتى من المكان الذي كتب فيه هذا النص بل من مدى ملامسته للروح الانسانية ومتانة صلته بمقولاته وجمال بنيته كما أن الكتاب لا يكونون أكثر عالمية لأنهم يكتبون في باريس ونيويورك مقارنة بزملائهم الذين يكتبون في تشيكوتيمي أو بورت.‏

إنهم يصبحون عالميين عندما يتحدثون عن قضايا يعرفونها جيداً ويخاطبون متفرجاً لديه الاستعداد لكي يمارس نقداً ذاتياً ويمتلك القدرة على مساءلة الذات وهم يتمكنون من ذلك بفضل معجزة المسرح بل من إيمانهم به وإخلاصهم له بوصفهم للروح الإنسانية وتغنيهم بها، فعالمية تشيخوف لا تكمن في كونه روسياً إنما في العبقرية التي منحته القدرة على وصف الروح الروسية بطريقة تستطيع فيها الكائنات البشرية كلها أن تتماهى معها.‏

وهذا الكلام ينطبق على العباقرة جميعهم كما ينطبق ببساطة على جميع كتّاب المسرح (الجيدين) فالمسرح يكون في بقعة من بقاع الأرض عالمياً عندما يطرح أسئلة كبرى ويحرض الجمهور على البحث عن إجابات لها وما يحدث أثناء رحلة البحث تلك سواء بطريقة تراجيدية أم كوميدية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية