انقلب العالم على كل شيء... على الفكر والثقافة والفنون وأصبح يهدد وجود كل شيء وحتى المسرح بعاداته وطقوسه وأشكال إبداعه الأدبي والفكري ومفاهيمه الإنسانية التي كان يطلقها ويجسّدها المسرح بين اليوم والأمس من مناصرة للمظلومين والمحتاجين ومحاربة للفقر والجوع وقضايا مختلفة تتعلق بحقوق الإنسان...
السؤال الذي يطرح نفسه في اليوم العالمي للمسرح ليس السؤال الذي طرحه ( جون مالكوفيتش ) في الرسالة التي طلبت منه الهيئة الدولية للمسرح في اليونسكو إعدادها احتفاءً بهذا اليوم والذي تسأل فيها... كيف نعيش ؟
بل الأجدى أن نسأل: هل يشهد المسرح نهضة فكرية وثقافية تنفض الغبار عنه وتعيد الإدراك الحقيقي لدور المسرح في ظلّ غياب القيم الفكرية والتهاون والتعدي على أبسط حقوق الإنسانية في الحرية والعيش الكريم..
وبهذه المناسبة تستحضرني الكلمة التي ألقاها سعدالله ونوس في مثل هذا اليوم للعام 1996 والتي دعا فيها إلى الحوار، المتعدد والمركب والشامل، الحوار بين الأفراد والحوار بين الجماعات وتعميم الديمقراطية واحترام التعددية و الأهم من كل ذلك كبح النزعة العدوانية عند الأفراد والأمم على السواء..
هذا ما يحتاجه العالم من المسرح والمسرحيين اليوم، نهضة مسرحية تنتصر بالحقوق الإنسانية وتكبح جماح المعتدين عليها بفنونهم وعلومهم وديكتاتورياتهم التي طالت العالم أجمع...
hanadstar76@hotmial.com