تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كتاب الروح الألمانية... قراءة في خصوصية الألمان

فضاءات ثقافية
الثلاثاء 27-3-2012
«أزعم ولحسن الحظ أن المؤلفين لم يكتبا عن الروح الألمانية، بل تركاها تعبر عن نفسها في أوجه مختلفة»، لم يثنِ أحد بمثل هذه الكلمات على كتاب «الروح الألمانية» كما أثنى الكاتب مارتن فاسلر. تلك الأبجدية التي وصف بها الكاتبان «ريتشارد فاغنر» و«تيا دورن» الخصوصية الألمانية سمحت بقراءة جديدة حول كيفية تعاطي الألمان مع محيطهم. هنا حوار مع المؤلفة تيا دورن.

- ما الذي دفعك للكتابة عن الروح الألمانية؟‏

-- في الحقيقة كبرت في أسرة ترى أنه ليس المهم أن تكون ألمانياً. والدتي ووالدي ولدا في فترة ما بين 1932 و1933. وخلال نشأتهما سئما سماع أي موضوع حول ألمانيا. تجولت في أماكن مختلفة من العالم وكنت أفرح حينما كان الناس في إيطاليا يظنون أنني فرنسية. لكن عندما كنت أدرس في أميركا؛ كنت أحس فجأة بالحنين إلى موطني. كنت أشتاق إلى اللغة الألمانية؛ إلى النزعة الألمانية في معالجة الأمور. في إحدى المرات قال لي زميل: أنت ألمانية للغاية. كانت تلك هي المرة الأولى التي نجحت فيها بأن أثبت علانية أني ألمانية للغاية. لكن أردت أن أرى الأمر بنفسي.‏

- وماذا اكتشفت؟ ما الذي يميز الروح الألمانية؟‏

-- بالنسبة لي أرى أن الخصوصية الألمانية أسيرة تناقضات عدة. مثال بسيط و جميل على ذلك؛ الألمان كانوا يتصدرون العالم في الحكايات التي تدور أحداثها في الغابة. وفي نفس الوقت كانوا هم أول من اخترع علم الغابات في القرن الثامن عشر. مثال آخر على التباين هو أنه يوجد عند الألمان حرص على النظام وفي نفس الوقت يوجد لديهم ميول كلي لكل ما هو غير منظم ومستقر. و هذا شرخ صارخ في الروح الألمانية.‏

- ألّفت الكتاب بمشاركة مع ريتشارد فاغنر. هل كان هناك اختلاف في طريقة التفكير؟‏

-- ريتشارد فاغنر ولد عام 1952 وسط أقلية ألمانية في بانات في رومانيا. ومن الطبيعي أن تكون لديه نظرة مختلفة عن تلك التي عندي تجاه الألمان. لاحظت أن ريتشارد لم يبدِ صرامة في معالجة المشاكل التي تناولناها. فقد كنت أرى ألمانيا بعين أكثر حدة من ريتشارد.‏

- هل تغير شيء في التعصب الذي يطبع الألمان في الآونة الأخيرة؟‏

-- نقطة التغيير حصلت بكل تأكيد خلال كأس العالم لكرة القدم عام 2006. خلال الكأس كانت سيول من المشجعين بالألوان السوداء و الحمراء والصفراء تجتاح الأماكن العمومية وتغني النشيد الوطني.‏

في البداية ظهرت انتقادات شديدة على أساس أن الوجه القبيح لألمانيا عاد للظهور وبعدها وأثناء الكأس اتضح أن ما حدث شيء عادي يحدث في أي بلد.‏

- في كتابك أنواع أدبية مختلفة مثل الشعر و القصص و المقالات. لماذا كل هذا التنوع؟‏

-- أظن أنه ينبغي معالجة كل مصطلح وفقاً للشكل الأدبي الذي يناسبه. في الفصل 64 لاحظت أنه سيكون من الممل إذا ما كُتب الكتاب بنفس اللون الأدبي. فمصطلح «الرهيب» مثلاً كان يحتاج فعلياً إلى لون أدبي كالقصة الصغيرة يبرز معناه بشكل ملموس.‏

- هل وجدت مفاجآت خلال الأبحاث التي أجريتها؟‏

-- كدت أجزم بأن مصطلحاً مثل «البقاء» الذي يستعمل في الحوار السياسي والبيئي هو من اختراع عصرنا. لكنني فوجئت عندما رأيت أن هذا المصطلح قد استعمل من قبل عالم غابات ساكسوني.‏

- اشتغلت على هذا الكتاب أكثر من سنة. هل يمكن تسميتك بالوطنية؟‏

-- قلبي ينحاز إلى الحضارة الألمانية. فإذا أردت أن أسمي نفسي وطنية فأنا حقاً وطنية ألمانية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية