بيد أن مدونة أخرى هي «ماجدة يوسف» أضافت تعليقاً دقيقاً تقول فيه باللهجة الدارجة وبالحرف: «مع أنو إجانا اليوم سؤال عنو ورح يرسبني، بس بصراحة بحبو ويارب يضل هيك وما يتغير متل كل الناس».
وكان لافروف قد صارح منتقدي سورية وأعداءها في الخامس عشر من حزيران الحالي بقوله لهم: «هناك بين المتظاهرين العديد من مثيري الشغب المسلحين، وأعتقد أنه لا توجد هناك دولة تسكت على محاولة تمرد مباشر، وفي سورية تنشط مجموعة كبيرة من العناصر المسلحة استولت على عدة مناطق سكنية وتقوم القوات السورية بمهمة تحريرها».
طبعاً هذا الكلام الدقيق والدقيق جداً يأخذه المواطنون في سورية بكل أطيافهم بعين الاعتبار لأنه لم يصدر عن سياسي متمرن لم يبلغ سن الرشد أو عن سياسي لا يحسن قراءة الحدث.
إن وقع الحدث هنا كما نعتقد ويعتقد الجميع، أخطر من إمكانية حصره في المكان ذلك لأنه إذا ما تفاقمت تبعاته لابد أن يصيب لهيبه أمكنة لا يمكن تحديد أبعادها بكل المقاسات المتصورة لأن حرباً تخوضها دولة من دول العالم في مواجهة مسلحين متمردين عليها -كما في إشارة الوزير لافروف- يصعب حتى على الخبير العسكري كتابة نهايتها بينما يسهل البدء بها بإرادة من ينظر إليها بمنظار الذاهب في رحلة سياحية.
وما استوقفني تحديداً في تعليق المدونة (ماجدة يوسف) صلاتها التي تمنت فيها على الوزير لافروف البقاء على موقفه وألا يتغير (متل كل الناس).
وهي في صلاتها إذ تبدأ برجاء «يا رب» موضوعية جداً، ذلك لأن التاريخ الذي خبرته سورية كشف لها ولأمثالها من المواطنين المعنيين بحاضر ومستقبل سورية، كشفت لهم أوراق العديد من الذين مدت إليهم سورية يداً بيضاء لا تشوبها شائبة فأعيدت إليها طعنة سكين أو طلقة من بندقية أو مدفع أو متفجرة على الدرب.
وفي يقيني أن الوزير الصديق سيرغي لافروف لابد أنه قرأ جيداً عمق الصداقة التي ربطت أبناء شعبنا العربي السوري بأبناء الشعب الروسي الصديق وعلى مدى عقود طويلة كانت من أهم عوامل استقرار منطقتنا كما استقرار المحيط الإقليمي والدولي من حولها.
ولا أعتقد أن شخصية الوزير لافروف قابلة للتغير باتجاه يخالف الاتجاه الذي حدده في تصريحه الأخير قبل أيام وهو تصريح يبرهن حقاً على صدق ما قيل في المثل «رب أخ لم تلده أمك».
Dr-louka@maktoob.com