من انطلاق فضائيات وصحف أجنبية باللغة العربية، يعتبرونها نهاية حياتنا.
بينما لم يحذر أحد من أخطار الفضائيات والصحف ذات الهوية العربية التي غيبت العقول، ودغدغت الغرائز وزيفت الوقائع والحقائق، وطبلت وزمرت كذباً وبهتاناً، وفتحت صفحاتها وساعات بثها لأكاذيب وتلفيقات وحتى لشخصيات من الكيان الصهيوني لتبدي رأيها وتدافع عن جرائم الكيان الغاضب.
لقد شهدت المنطقة العربية، موجات بث فضائية كثيفة تتمثل في تسابق العديد من الدول على إطلاق قنوات فضائية ناطقة بالعربية، من بينها الولايات المتحدة و«إسرائيل» ما يوضح أهمية الإعلام كأداة رئيسية في إدارة الصراعات والتأثير في الرأي العام.
وفي تحليل مضمون وسائل الإعلام الأميركية الناطقة بالعربية ومنها مجلتا«هاي ونيوزويك» وراديو سوا وقناة الحرة التي قرر الرئيس الأميركي إغلاقها بسبب فشلها في مهمتها لإجراء تغييرات في العالم العربي.
وكانت نتيجة هذا التحليل أن الخطاب الإعلامي الأميركي تبشيري واستعلائي يعكس نزعات الهيمنة والتسلط والاستبداد ويتناقض مع مقولات الديمقراطية وحقوق الإنسان.. كما أنه خطاب عدائي تحريضي يتخذ من الإسلام خصماً حضارياً بديلاً عن الشيوعية ويحرض القوى الدولية على التصدي للقيم العربية والإسلامية، جاعلاً منها مصدر الشر والإرهاب، كما أنه أحادي التوجه حيث يتضح تضاؤل الاعتماد على المصادر العربية والحقيقية والتركيز على مصدرين رئيسيين يتمثلان في منظمات المجتمع المدني الوثيقة الصلة بالدوائر الأميركية، بالإضافة إلى قوى مناهضة لبلدانها وحكوماتها، وهو ما يعكس تجاهلاً متعمداً للقوى العربية المناهضة للتدخل الخارجي والحريصة على بلدانها وسيادتها، جامعة بعض الأصوات النابحة ضد استقرار بلدانها.
هذا خطر بعض الفضائيات والصحف الأجنبية الناطقة بالعربية، ولكن لماذا لم ينتبه أحد إلى أخطار الفضائيات العربية كالجزيرة والعربية، وقنوات التجييش الدينية كالصفا والوصال، والصحف الصفراء كالشرق الأوسط ولو أنها تحمل اللون الأخضر؟! حمى اجتاحت الفضائيات وفيروس أصاب رؤوسهم وأصبحت مادتهم الأساسية والمثيرة هي الأحداث في سورية، فضائيات وصحف مدججة بالحقد والكره الأعمى كأنه إعصار هادر بجنون، بقبح وابتذال وسقوط يعقبه سقوط،وهم مستمرون في غيهم وحروبهم ، حرب تشن على سورية تشمل كل الاتجاهات السياسية والأمنية والاقتصادية والإعلامية.... تطالعنا هذه القنوات بسموم مركزة، تبخها فحيحاً ونباحاً جاهدة في تهويل وتزييف الحقائق، عبر عملاء باسم شهود عيان، وآخرين باسم ناشطين حقوقيين، والبعض الآخر بصفة معارضين.
أهم إنجازاتهم الظهور على شاشات« العدو الإسرائيلي» والاعتراف به علناً ودون حياء أو خجل وبوعد برفع علمه في سمائنا الحرة.
ترى هل سيحذر الباحثون والإعلاميون العرب من هذه المحطات التي يظهر مذيعوها وكأنهم أعداء شخصيون للشعب السوري...؟
وكم ستكون دراسات المضمون كثيرة لما تبثه هذه المحطات أو لنقل غرف العمليات الحربية الإعلامية؟
وهل سيدرس هؤلاء سقوط هذه القنوات، بعد أن أسقطت مواثيق شرف المهنة والسياج الأخلاقي والأطر القيمية للإعلام وتاجرت بدماء شهدائنا وأبنائنا، وشنت حرباً على الموقف الوطني لسورية، عدواناً سافراً على أي محاولة حقيقية للنهوض بسلامة من هذا الاعتداء الفاضح الذي تتعرض له كنانة الله، بتزوير واغتيال للحق ومحاولة السطو على هذا الوطن الأبي، ومصادرة حريته في المقاومة والحياة.