تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لاتسأل من أنا..؟ ..أنا متسول

مجتمع
الثلاثاء 27-3-2012
نجوى عيدة

أول مايخطر في البال عند تلفظها هو البراءة والنقاء أول شيء يرتسم في الذهن هو طفل يلعب ويرسم، ويحلم ويكبر ليصبح رجلاً.. رجل الأمس واليوم والغد، طفولة.. براعم صغيرة تحلم أن تزهر في بيئة خضراء لتنتج زهوراً وثماراً، لكن للأسف بعض هذه البراعم كان قدرها أن تولد في أرض الصبار ورغماً عنها تنمو أشواكا.ً

لننظر بعيني طفل الطبيعة يأتي الجواب من بريقها اللامع بأنه زهرة المستقبل، أما طفولة الصبار والشارع ماهي ياترى؟ حدق بعينيه من دون أن تسأل ترى الجواب في نظرة عيونه الحزينة‏

ليقول: أنا متسول.. التسول ظاهرة قديمة في بلدنا وربما تكون قليلة مقارنة مع غيرنا من البلدان، إلا أننا حديثاً نراها تزداد، فهي إذن استمرار لمشكلة وظاهرة قديمة لكن ازديادها بالنسبة لشريحة الأطفال هو اللافت للانتباه، فنحن اليوم نراهم بكثرة في الطرق والأزقة والأماكن العامة،وعلى نوافذ المحلات وأبواب السيارات، فماهي أسباب التسول ياترى؟‏

هل هو الفقر والعوز مايدفع الأهالي لزج أطفالهم لهذا العمل اللاأخلاقي واللاإنساني أم هو الطمع ماقادهم إلى جعل أطفالهم وسيلة ربحهم وكسب مالهم، وهم على يقين مسبق بأن الناس ستتعاطف مع هذه القلوب الصغيرة ظناً منهم أنهم يساعدونهم وهو على العكس تماماً، هم يساهمون في تأزمه أكثر لأن حياة الطفل على هذا النحو واحتكاكه منذ طلوع الفجر حتى ساعات متأخرة من الليل تفرض عليه التعامل مع الأطياف والطبائع من البشر الطيبة والشريرة، كافة الدنيئة والحميدة، هذا التعامل الذي لايتناسب لامع عمر الطفل ولاتفكيره ولاصفاء روحه فتدنس براءاته ماينتج عن ذلك جيل يربى على الانحراف والشذوذ والمخدرات والجريمة وغير ذلك..‏

الطفل مكانه الحقيقي عالم الرسوم والأحلام، والخيال لاالشارع والتسول، مكانه مقعده ومدرسته لانفق الآداب والحقوق.. مكانه ذلك العالم الذي يصعب على الكبار فهمه أوتخيله لاإشارات المرور.. لما علينا سرق طفولتهم وخطف أحلامهم.. كيف نقضي على كابوسهم هذا وكيف ننقذ طفولتهم؟ ماذا نحكم على أولئك القادرين على تأمين حياة جيدة لأطفالهم ويفضلون زجهم في عالم الهاوية ومالحكم الذي سنصدره على المجتمع الذي من واجبه وضع قوانين يلتزم بها الأهالي لاأن تبقى حبراً على ورق، على المجتمع إلزام الأطفال مدارسهم ومحاربة التسول ومعالجة أسبابه وعلى رأسها الفقر،أناوأنت والمجتمع مسؤولون عن هذا الجيل الذي سيكبر تحت إشارات المرور ومقاعد الحدائق سنقف أمامه غداً ليسألنا؟ أما كنت تستطيع مساعدتي عندما كنت أمد يدي للحاجة باحتضاني إلى مجتمع آمن؟!! مجتمع قادر على تحقيق أحلامي فيه؟؟ طفل وجهل وتسول أمور تنتج مجتمعاً مريضاً ومنحرفاً، عاطفة وحنان ودمعة.. مجتمع فاشل ومتخلف، طفل، حياة آمنة، علم. مجتمع ملزم أمامه..عندها ننتج جيلاً أكثر وعياً ونضجاً من أنا؟؟ أما من أحد يجيب، أم صمت الآذان وعميت العيون.. ستصرخ عيونه فينا لتوقظ ضمائرنا وقلوبناليقول.. أنا متسول فأنقذوني...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية