ورغم جسامة التضيحات، وجريان الدماء الزكية على أرض وطننا الغالي ليطهر ما دنس من أجزاء الأرض الطاهرة... فإن سورية العظيمة كانت ومازالت وستبقى متماسكة .. عصية.. بل لعلها اليوم أكثر تماسكاً وصلابة ولحمة من أي وقت مضى، مبرهنة على أنها أقوى مما كان يتصوره البعض بما فيه الغرب نفسه وبعض من الدول العربية المتآمرة.
إن الشعب السوري بكل فئاته وأطيافه قال كلمته الفصل بمسيراته المليونية الأضخم في سياق تعبيره الحضاري والحاسم عن وحدته الوطنية، وعن تشبثه الحازم بالأمن والاستقرار والإصلاح والخط المقاوم.. وجماهير شعبنا العظيم على امتداد وطننا الغالي يرد بالجملة على كل من يحاول المس بوعيه وكرامته ووجوده وهو الذي يعطي الشرعية الحقيقية لا مدعوها وفاقدوها ..
إن صمود الشعب السوري وطريقة تعاطيه مع الأحداث التي تمر ببلادنا أصاب الغرب بخيبة أمل شديدة، وخاصة لجهة تأكيده أنه ليس هناك أحد في العالم يستطيع أن يفرض إرادته على هذا الشعب الأصيل، والذي لا يقبل الإملاءات من أحد، ومن الغرف السوداء التي أوجدوها في مقرات قنواتهم الفضائية للتزوير والتضليل فبركوا من خلالها أماكن مختلفة في وطننا وأطلقوا عليها مسميات بما يتناسب مع تزوير الوقائع والأحداث.. وأمام ذلك كله استطاعت سورية أن تقف بثقة وثبات وبعزيمة لا تلين في وجه التحديات والمؤامرات.
ونتيجة إفلاسهم وهزيمتهم اتجهوا بمسار التفجيرات هنا... وهناك .. وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على ضعفهم وإفلاسهم ووهنهم وتشتتهم، وتمزقهم.
وهذه الجرائم التي يرتكبونها لم تزد شعبنا العظيم إلا قوة وصموداً وعزيمة وإيماناً بأن سورية ستخرج من هذه الأزمة أقوى وأعظم مما كانت عليه.. لأن أبناء سورية أبرار.. ترعرعوا بحضنها الدافئ .. شبوا في ربوعها.. استنشقوا مع هوائها معنى العزة والكرامة والشموخ والإباء.. يؤمنون بقدسية ترابها.. ومستعدون لإرواء الأرض العطشى من دمائهم الزكية الطاهرة لتبقى نقية .. فالتضحية عنواننا.. وشموخنا وعزتنا مبتغانا..
لذلك ندعو كل من أراد لنا الشر أو يتربص بنا من خلال مؤامراتهم الكونية المسعورة.. ندعوهم جميعاً لقراءة تاريخ سورية المشرف.. والاطلاع على حضارتها التي يفوق عمرها آلاف السنين.. لتعلم معنى الحرية، والكرامة، والوطنية.
ونقول لهم أيضاً: مهما فعلتم.. ومهما حاولتم .. فلن تنالوا من صمودنا وعزتنا وكرامتنا وأصالتنا وإصرارنا على مواجهة التحديات.. ولن نغفر لمن تآمر علينا.. وسنبقى متمسكين بوحدتنا الوطنية وبدعمنا للإصلاح الذي يسير بسورية نحو التقدم والازدهار والعزة والحضارة.. وسنبقى أوفياء ومؤمنين بوحدة تراب أرضنا العزيزة المعطاء.