وعلى الرغم من إعلان مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو رسميا رئيسا لبلدية اسطنبول، إلا أن أردوغان لا يفقد الأمل في تكرار تصريحاته ومطالباته، تارة بإلغاء الانتخابات، وتارة أخرى بالطعن عليها، وفي كل مرة تأتي النتائج مخيبة لآماله.
ووفقًا لسكاي نيوز فإن أردوغان يسعى في محاولة أخيرة منه للسيطرة على بلدية اسطنبول من خلال الطعن على نتائج الانتخابات الأخيرة التي خسر فيها مرشح حزبه لمصلحة أوغلو، معتبرًا أن ما حدث كارثة كبيرة خاصة في البلدية الأهم في تركيا والتي ظل مسيطرًا عليها لما يقرب من 16 عامًا.
ونقلت سكاي نيوز تصريحات مسؤول كبير في حزب العدالة والتنمية التي أكد فيها أن حزبه سيقدم شكوى جنائية ضد ما سماه بـمخالفات وتزوير ارتكبت في الانتخابات المحلية في 31 آذار الماضي.
وتابع نائب زعيم حزب العدالة والتنمية، علي إحسان يافوز قائلاً: سنقدم شكوى جنائية بشأن المخالفات في الانتخابات، ونرى أن هناك حاجة لترتيبات قانونية جديدة، في إشارة إلى قانون الانتخابات في البلاد.
وكان حزب الشعوب الديمقراطي، اتهم السلطات التركية الأسبوع الماضي، بالتضييق على أنشطته عبر مؤامرة سياسية منظمة ضده، عقب إصدار المجلس الأعلى للانتخابات قرارا بأن عددا من رؤساء البلديات المنتخبين المنتمين للحزب لا يمكنهم تولي مناصبهم لأنهم سبق وفصلوا من وظائفهم بموجب مرسوم حكومي.
في الأثناء أصدرت سلطات النظام التركي أمس أحكاماً بالسجن على 39 عسكرياً يصل بعضها إلى السجن مدى الحياة بذريعة صلتهم بمحاولة الانقلاب التي جرت في تموز 2016.
وذكرت وكالة الأناضول الناطقة بلسان النظام التركي نقلاً عن مصدر في المحكمة الجنائية العليا باسطنبول أن 11 من بين الأشخاص الـ 39 حكموا بالسجن مدى الحياة بينما صدرت أحكام بحق الـ 28 الآخرين بالسجن لفترات متفاوتة.
واستغل نظام أردوغان محاولة الانقلاب لتصفية خصومه ومعارضيه حيث اعتقل عشرات الآلاف من الأشخاص بينهم صحفيون وقضاة وشخصيات من المعارضة وموظفون حكوميون وعسكريون وفصل أكثر من 150 ألفاً آخرين أو أوقفهم عن العمل في القطاعين العام والخاص.
وفي ظل الركود الاقتصادي الذي تعاني منه تركيا نتيجة سياسات أردوغان الداخلية والخارجية، انخفضت الليرة التركية مجدداً لتهبط إلى أدنى مستوياتها بنسبة وصلت إلى اثنين بالمئة أمس مع تجدد المخاوف من تناقص صافي احتياطيات البلاد بفعل السياسات الاقتصادية الفاشلة لرئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان.
وذكرت رويترز أن العملة التركية هبطت إلى 8504ر5 ليرات للدولار وهو أدنى مستوى لها منذ تشرين الأول الماضي.
وكانت قيمة العملة التركية انخفضت بنسبة عشرة بالمئة مرة أخرى هذا العام جراء مخاوف من التحول المتزايد للأتراك نحو العملات الأجنبية.