اختمر حزنه بعد أن فقد الأمل والدفء ..ما أوصله الى حالات مستعصية زادت في مرضه (ارتفاع مزاج ) بينما كان لفشله في ديمومة زواجه الاثر الاكبر في نفسه .. الذي ساهم في إحداث قطيعه بينه وبين الواقع .. متوهما أنه يمتطي الريح ويشعلها .. معانقا السحاب .. والتجوال في فضاءات العالم . حالة فقد الأمان تسربت بين شرايينه وأصابته بلعنة اللغو .
لذلك لم يعد لكل ما يعتمل في رأسه من أفكار أي جدوى .. فحالة الضياع شرعت .. والعجز ازدادت صرخاته .. ولم يبق من أمل في انتزاع الوجع والألم الذي حل بالتوازن الجسمي والنفسي
لكن الذي يزيد الطين بله هو جهل الأسرة والمحيطين فيه بكيفية التعامل معه فالجهل وعدم المبالاة بمصيره وبما تؤول اليه أموره ساهم في انتكاسته .. حتى أصبح بالنسبة لهم أشبه بفضلات وجبة من مائدة طعام .. لم تعد أفواههم قادرة على أن تستسيغها أو حتى تتقبل وجوده .. مرضه ..حديثه حتى غدا كاتماً للشهيه .
من الغباء بمكان أن نعتقد أن انفعالاته إراديه أو هو مسؤول عنها .. كل ما يدور في خلده استحضار من الماضي ..تهيؤات تخيل لا علاقه لها بالواقع بالتالي أحوج ما يكون اليه الاحتواء .. التضامن الوجداني الأسري .. احساسه بالأمان بالدفء بالحب الذي فقده منذ الصغر بعدها يتخطى الجزء الاكبر من مشكلته ..أما الابتعاد والتعامي عنه سيزيد الكلفه ولا يمكن ايقاف مهزلة ضياعه وانتهاك انسانيته .