تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رحلة في الذاكرة

مجتمع
الجمعة 19-4-2019
فاطمة حسين

عدنا وفي حقيبتنا أكياس الزعتر خلال زيارة أولى لمحافظة لم تطأها أقدامنا من قبل .. ,وبعد إرهاب جثم فوقها أكثر من أربع سنوات . كان شعور الفرحة والسعادة تغمرنا, وأن سألتنا عن شعورنا ولاسيما أنها المرة الأولى التي نزور فيها هذه المحافظة حتى تنهمر الكلمات فيها خليط من الإعجاب والإبهار مع الدهشة

(حلوة كتير..ما في منها حلب كل شيء جميل فيها شوارعها أبنيتها طرقاتها رغم كل الخراب الذي طال بعض الأماكن إلا إنها في مناطق أخرى تأخذك إلى قمة الجمال , والأجمل أهلها ..ناسها فهم غاية في اللطف والاحترام وغاية في اللباقة والتهذيب ..).‏

طريق ..آمن‏

وتابعنا :كانت الطريق إلى حلب سهلة وميسرة امتدت نحو خمس ساعات من الزمن لم نشعر خلالها بصعوبة أو خوف , فالطريق التي مررنا بها وهي طريق خناصر اثريا كان آمنا , بفضل تضحيات وجهود الجيش العربي السوري ,وصلنا إلى الفندق المطل عبر طابقه العشرين على كامل أحيائها وهو غاية في التنظيم والروعة , كان الإحساس بالتعب والإرهاق بادية على وجوهنا , بعد جولة سياحية في جوانب هذه المدينة القوية الصامدة ,ففي كل زاوية وفي كل شارع كانت حكايات الكفاح والصبر تنطق لتخبرنا عن مدى المعاناة الطويلة والمريرة التي عاشها أهلوها خلال السنوات الماضية .‏

ساحاتها من سعد الله الجابري إلى ساحة العزيزية والتي تضم أجمل الأحياء الحلبية وأرقاها إلى ساحة السيد الرئيس الخالد حافظ الأسد , صور متتالية عن حلب عشنا في تفاصيلها الجميلة ,لم تخل أسواقها من الناس كانت الحياة تعج في كل شوارعها وطرقاتها أنها تتنفس تعيش برغبة وشغف أيامها , كانت الكاميرا تنقل خطوات أبنائها وفعاليات مؤسساتها ومحلاتها , متمسكون بالحياة والمحبة والكرم والسخاء الذي جبل أهلها عليه , هذا ما لمسناه وعشناه أثناء تجوالنا بين بيوتها ومحلاتها , فالحركة لم تهدأ والكل مبتهج بالأمن والأمان الذي كان دليلها واضحاً للعيان من اختفاء للحواجز التي كانت تملأ الطرقات , فلم يكن هناك حواجز ..طوال تجوالنا وعملنا .‏

حالات ..صمود‏

.. في كل خطواتنا ولقاءاتنا كانت الابتسامة هي العنوان وعشق هذا البلد ينطق مع كل حرف يخرج من فمهم , عشقهم الذي لا حدود له ؟؟, بعيداً عن النفاق والكذب ,فهم ككل المواطنين السوريين يغرقون في حب هذه الأرض مستعدون للتضحية بكل غال ونفيس في سبيل أن تبقى طاهرة ونظيفة من رجس التكفيريين , شاهدنا ورأينا مدى الصدق وتمسك كل مواطن بمحله وبيته رغم كل هجمات الإرهابيين وما هذا الرجل صاحب أقدم محل بتقديم الطعام أكبر شاهد على الكفاح والمقاومة فرغم الضرر الذي طال سقف محله من جراء قذائف الهاون استمر في تقديم خدماته للمواطنين ولم يثنه ذلك عن العمل , وغيره الكثير من أصحاب الفعاليات التي بقيت تعمل في الأقبية ولم تتوقف محركات معاملها الصغيرة الصناعية عن الدوران , المهم أن تبقى عجلة الصناعة تدور ولو بإمكانيات متواضعة , بالإضافة إلى الجمعيات الأهلية التي ساهمت بدعم الاقتصاد الوطني عبر سيدات تمتعن بمهارة في صناعة الألبسة الصوفية أو الإكسسوارات من قبعات وحقائب وغيرها ولم يستكن لليأس والقنوط , وإن غاب رب الأسرة لوفاة أو هجرة فقد بقيت السيدة الحلبية كما السوريات تبتكر وتبدع في خلق عمل لها مهما كان العمل صعبا وقاسيا وخاص بالرجل كهذه السيدة التي تبيع الماء بالصهريج في وقت كانت حلب تعاني من فقدان المياه عن بيوتها نتيجة الإرهاب متحدية الصعاب من خلال عملها هذا بالتوازي مع تأمين متطلبات أولادها الثلاث , لتضعنا أمام امرأة قوية لا تعرف الانحناء والضعف , فحلب هي حكاية صمود وصبر ومعاناة ,هي حكاية نصر وتحرير ,وهاهي تعيش فرح الأمان والتحرير مع أعياد الميلاد ورأس السنة , فلابدّ من الوقوف بإجلال واعتزاز أمام هذه المدينة الصامدة كما المدن السورية بوجه الإجرام والحقد لترسم ابتسامة فرح ومحبة طال انتظارها ...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية