فالذاكرة مليئة بالألم الذي خبأته الذكريات الموجعة والسيئة عن أيام الاحتلال الفرنسي التي عاشها آباؤنا وأجدادنا وما كان يقوم به ضد شعبنا الغالي من تجويع وتنكيل وحرق ونهب وإذلال للجميع دون مراعاة لا لكبير ولا لسيدة أو لعجوز معتمداً على نشر سياسة التجهيل والتخلف الذي عانى منها الكثيرون من أبناء شعبنا الذين لن تثنيهم عن تحررهم وانتصاراتهم .
الى أن أتى فجر السابع عشر من نيسان علم و1946أشرقت فيه شمس الحرية حيث نحتفل بهذا اليوم المجيد الذي رحل فيه آخر جندي مستعمر عن تراب البلد.
الدكتور نزار بني المرجة رئيس أطباء رابطة المحاربين القدماء يقول في هذه المناسبة :
تأتي ذكرى الجلاء هذا اليوم والوطن يدخل عامه التاسع في التصدي لأكبر وأشرس وأقذر عدوان يتعرض له بلد في التاريخ .
لقد تمكن أجدادنا وآباؤنا من صنع ملحمة مقاومة الاحتلال الفرنسي لبلادنا في القرن الماضي ....
والتي أرغمت قوى الاحتلال على الجلاء عن ترابنا الطاهر وذلك بفضل روح المقاومة التي تميز أبناء شعبنا بدءاً من معركة ميسلون المجيدة التي قادها الشهيد يوسف العظمة لمواجهة جيش الاحتلال منذ اللحظة الأولى لتكون تلك المعركة بداية لمقاومة متواصلة طيلة ربع قرن ونيف من الزمن ..
وأضاف قائلاً : لقد تكللت باندحار المحتل الفرنسي الى غير رجعة واليوم يواصل أبناء شعبنا ورجال قواتنا المسلحة البواسل مقاومتهم لعصابات القتل والتكفير والإرهاب التي ثبت وبالأدلة القاطعة أنها أدوات رخيصة لمشغليها من أعداء الأمة والوطن من أميركيين وصهاينة وأتراك وظلاميين ووهابيين من الرجعيين العرب.
لقد قدم أبناء جيشنا الباسل أروع أمثلة بالشهادة والتضحية والفداء للذود والدفاع عن أرض الوطن ومقدراته في مواجهة قوى العدوان والتآمر ونقولها بكل ثقة :إن المخلصين من أبناء شعبنا وجيشنا الذين صنعوا الجلاء قادرون على تحقيق جلاء جديد وقادرون اليوم بعزيمتهم وانتمائهم الأصيل على تحقيق نصر جديد .....