|
العملــة الوطنيــة بين الوعي وسوء الاستخدام مجتمع وفي هذا المجال نسمع كثيرا عن أشخاص من بلدنا عاشوا في بلدان الاغتراب ذكروا أن تداول العملة في البلدان الأجنبية تخضع لمزيد من التدقيق والغرامات وحتى التوبيخ في حال لم يحافظ حاملها على شكلها ونظافتها سواء أكان دولاراً أم يورو.. وغيرها من العملات الأخرى، ويعاقب في حالات مختلفة حسب ما رواه البعض بعدم قبول هذه العملة منه إذا كانت مقدمة سواء للمتجر أو المصرف أو لشراء أي سلعة، فيما نحن لا يتوانى أكثرنا عن العبث بطريقة وكيفية حيازة العملة الورقية بدءا من فئة الـ 50-1000 ل.س ، فلا يهم هنا عند البعض أن يعصر هذه الورقة أو يفركها بطريقة عشوائية كأنه يستخدم محرمة (كلينكس)، ايضا لا يبالي عدد من هؤلاء من أن يسجل أرقاما وكتابات وحتى إجراء حسابات رياضية على الفئات الورقية ، ناهيك عن حجم اللاصق الشفاف الذي يرمم أجزاء كثيرة من عملات لا توحي على أنها عملة سوى شكلها المستطيل. وفي هذا المقام لا نبالغ إذا قلنا أن احترام آلية التعاطي والاستخدام لعملتنا الوطنية تندرج في إطار قيمنا وأخلاقنا وبعد نظرنا في الحفاظ على هويتنا الرمز كما الأرض والهواء والعلم الذي يرفرف في سماء الوطن. إن حجم المشكلة التي ظهرت مؤخرا نتيجة صعوبة ورفض تداول العملة التالفة والمهترئة بين المواطنين تنبه الى حاجة ماسة وهي ضرورة النهوض بثقافة مجتمع تنطلق من أهمية عمق الوعي والادراك والمعرفة الكافية بإيجابية دور كل فرد منا بأن يكون مثالا للحفاظ على العملة الوطنية ولتكن البداية من الأسرة والمنزل أولا ومن ثم المدرسة والجامعة والمؤسسة، وهنا يلعب الاعلام بوسائله المختلفة دورا فاعلا بتوجيه حملات منظمة متتالية بين الحين والآخر لهذا الغرض، وأن تعرض بعض المحافظ الجلدية بأحجامها المتباينة الخاصة بوضع العملات داخلها سواء أكان حاملها صغيرا أم كبيرا مع بيان أثر توزيعها السلبي في حال وضعها بشكل فوضوي في جيب القميص والبنطال وغيره من الأمكنة الأخرى.
|