انه (واحد من الناس) البرنامج الذي يعرض على قناة دريم والذي قرر أخيرا استضافة إعلامي لم يكمل دراسته في كلية الطب وذلك حبا بالصحافة التي عشقها وحلم بها وصمم على امتهانها ليصبح رئيس تحرير يرفض الإمضاء إلا بقلم له مفعول الرصاص.
لقد كان حمدي قنديل الإعلامي الذي اعتدنا أن تخترق كلماته حدود برنامجه وبجرأة وكشف لكل ما يمتهن الإنسان والمجتمع والوطن لنراه في هذا البرنامج يحكي عن كل مافي مشوار حياته من طموح صمم على الوصول إليه فنال ما سعى إليه.
يبدو أن مقدم البرنامج رغب بالتعرف إلى ظروف نشأة هذا الإعلامي القادر على إدارة أي حوار بحكمة وحنكة واضحتين ليقوم بسؤاله عن بداياته الدراسية والصحفية تلك التي تحدث عنها بكل حب،ولاسيما فيما يتعلق بمدرسته الأولى التي بدا ميله للصحافة من خلالها،حيث بدأ يكتب وبأكثر من صحيفة ليصبح عاشقا للقلم الذي دفعه للتخلص من مشرط الجسد البشري وبهدف تشريح جسد المجتمع والسياسات بما فيهما من أمراض فتاكة.
ربما كان للكاتب الصحفي مصطفى أمين الدور الأكبر في جعله يتخذ قرار ترك الطب وممارسة الصحافة فقنديل يذكر كيف استوقفه وهو مازال طالبا ليسأله أن يعمل معه فيوافق تاركا المجلة التي تصدرها الكلية والذي هو مدير تحريرها ليلتحق بمجلة مصطفى أمين،حيث عينه فورا وبراتب لم يتوقعه ما جعله لحسن الحظ كما قال أمام مسؤولية حلم بها طويلا..
اعتقد أن جرأة قنديل وتميزه بإطلاق ما شاءت له قناعاته هو ما ميز البرنامج الذي جعلنا ومن خلال ما قاله قنديل عن حياته وطموحه يدرك لما هو شخصية جريئة بكل مافي الكلمة التي أرادها بلا حدود البرنامج تعرض أيضا لقناعات قنديل السياسية ولموقفه من العصر الملكي عصر الملك فاروق....وبطريقة أشعرتنا بأنه في القضايا السياسية أكثر جرأة من غيرها والدليل اعترافه بأن هذه الجرأة هي السبب في إغلاق أكثر من جريدة كتب فيها،ومنذ عصر الباشوات حتى هذا العصر الذي يلاحق فيه من محطة فضائية إلى أخرى...
ولأن مدى قدرتنا على متابعة أي برنامج أو حوار نابعة إما من تمكن مقدميه أو ضيفه فلقد استطاع قنديل وبما يملك من خبرة إعلامية ومبادئ سياسية أن يشدنا إلى البرنامج ليحوله من سيرة إعلامي مناضل إلى نضال إعلامي مثابر لاتكفيه حلقة واحدة للبوح بما في مكنونات نفسه من كلمات.