فمرة نسمع من هذه الفضائية أنه تم العثور على هيكل الطائرة في حين تقول فضائية أخرى : « إنه لم يتم العثور على هيكل الطائرة وإنما عرف مكان وقوعها « ! ومرة نسمع من فضائية ما بأنه تم العثور على الصندوق الأسود , لنعود ونسمع من فضائية أخرى إنه لم يتم العثور على الصندوق وإنما تم تحديد المكان الذي يتواجد فيه وأن العثور عليه يستغرق وقتا طويلا وهذا يعود إلى الإمكانيات المتوفرة والمساعدات التي ستقدمها الدول المشاركة في البحث . وعلى الرغم من كل تلك الأخبار المتضاربة التي كنا نسمعها من هذه الفضائية أو تلك .
والتي كانت تعطي في بدايتها أهالي الضحايا بعضاً من الأمل إلا أنها ما تلبث أن تتبخر في بحر الأخبار المفبركة والمبنية على الشائعات و التخمين لترتد سلباً على من ينتظرون ما يُهدئ روعهم ويُطمئن بالهم ! ما استدعى تدخل الجهات المعنية أكثر من مرة للتصحيح والتصويب والمطالبة بعدم بث أنباء متضاربة وعارية عن الصحة !
وهنا تبرز أسئلة لا بد من ذكرها : ألا يجب على هذه الفضائيات والقائمين على صناعة الخبر فيها توخي الدقة في نقل المعلومة قبل بثها ؟ وهل يجوز بث كل ما يسمع دون التأكد من مصادره والتحقق من صحته ؟ ألا تؤدي المعلومة المشوهة وغير الدقيقة إلى تضليل الرأي العام والانتقاص من مصداقية الوسيلة الإعلامية خاصة إن كان التشويه واضحا ويتعدى التحليل والتفسير ؟
من هنا يمكن القول والتأكيد على أن الدقة مطلوبة في كل مراحل العمل الإعلامي بدءاً من المصدر بحيث يتم ذكر اسم الشخص المُعلن عن الخبر ووضع كلامه بين قوسين دون تحريف أو حذف وفي حال خضع الخبر فلا بد من اعتماد المهنية في تحرير الخبر بحيث لا يحتمل التورية وتعدد الأوجه حتى إن معظم وسائل الإعلام بنت مصداقيتها من وراء دقتها في نقل الأحداث , وما يتصل بالدقة من موضوعية وحيادية وتوثيق ! ولا نبالغ إذا قلنا إن رأس مال أي وسيلة إعلامية مهما كان نوعها ومهما كبرت أو صغرت هو مصداقيتها ودقة أخبارها .
gh-yosef@scs-net.org