تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


« بــدون رقابـــة »..حـوارات بغــلاف ناعــم  يحيلهــا ثرثـرات ..!

فضائيات
الأحد 7-2-2010م
لميس علي 

جينات نسوية ثرثرية .. تتسرّب على العلن .. وتفعل فعلها حتى فضائياً ، ميزتها الوحيدة ، و الأدق .. اختلافها الأبرز عن أحاديث القيل والقال في عموم جلسات النسوان ..

أن تلك الأولى تقدّم إلينا ( بروتوش وتظبيطات ) تجعلها نوعاّ ما مؤهلة للظهور تلفزيونياً ..‏

ولكن ..‏‏

هل هي حقاً تستحق حيّز البث خاصتها .. هل هي مؤهلة لتقدّم إلينا على هيئة حوارات فنية _ ملغومة غالباً وفاقسة _ على أساس أنها ( راقية )  .. ‏‏

أين الرقي في الأمر .. ما العبرة .. أين الفائدة .. ثم بلا هذه أو تلك .. أين المتعة ؟‏‏

ما الحصيلة التي سيخرج بها المتلقي عند حضوره لنوعية برامجية يتصدّر ( مجاناً ) فيها الجنس اللطيف .. ضيفةً ومحاورةً ، كما في الحلقة الأخيرة من برنامج ( بدون رقابة ) .. حضرت الممثلة غادة عبد الرازق قبالة مقدّمة ومعدّة البرنامج وفاء كيلاني ..‏‏

احترنا بما يُعرض علينا .. ضمن أي خانة نصنّفه ( حوار ، شجار ، نقار ، أم نقلٌ لقيل وقال) . . وما الذي يحتاج إلى رفع رقابة في مثل هذه التصنيفات الثرثرية ( الناعمة ) .. نعومتها تستفز أكثر مما تجذب ..‏‏

ولربما اُستخدم أسلوب الاستفزاز وصولاً لنوع من الجذب المفتعل .. وهي طريقة كيلاني التي تشتغل وفقها مع ضيوفها ..‏‏

وكما لو أن القاعدة هي كلما ازداد استفزاز الضيف ، زادت نسبة جذب الجمهور .. كل ظنّها أنها تستفز ضيفتها ، تحرجها ، تحشرها في زاوية ضيقة جداً ، يصعب الفكاك منها .. تسألها عن خلافاتها مع : علا غانم ، سمية الخشاب ، إلهام شاهين .. ثم رفعاً لعيار الاستفزاز تسألها كيلاني .. من أكثر إثارة أنت أم هيفاء وهبي .. تجيب غادة ( أكيد أنا  ، أنا بشوف نفسي أحلى من أي حد )..‏‏

تزيح الكيلاني دفة الحديث باتجاه ناديا الجندي .. وأيضاً لاتنجح بأخذ أي كلام من ضيفتها ضد زميلاتها في الوسط .. ولتصدمها مجدداً أنها تأثرت بكل الفنانات وليس فقط بالجندي ..‏‏

عبر أخذ و رد وصد ونفخة قلب ..لايتيسّر لوفاء الوصول إلى مبتغاها ، فضيفتها كانت ( ريلاكس ) أكثر من اللازم .. وكأنها جاءت البرنامج مطبّقةً نصيحة طبيبها النفسي ( خليكِ باردة ) الذي تنفي أن يكون يوماً قدّم لها نصيحة تمثيل الأدوار الجريئة ..‏‏

وعندما دخلت الكيلاني في تفاصيل عمل غادة الفنية ، لتثير تساؤلاتها  حول الشخصيات المنحطّة أخلاقياً التي تؤديها .. وعما إذا  كانت لها قضية من تأدية دور السحاقية .. أيضاً لاتغيّر غادة من لهجتها في الرد مخبئةً استهزاءً سافراً ، تردّ بتهكم : ماذا يعني منحطة أخلاقياّ ..خلال الحلقة بأكملها ..‏‏

ما يُلاحظ أن الضيفة هي من وضعت محاورتها _ فيما لو قبلنا أن ما قُدّم كان حواراً ، تجاوزاً _ في حيرة من أمرها .. تسألها من اليمين لتردّ الثانية من الشمال .. دوّختها .. عبر استجوابات واستنطاقات لا طائل منها .. وفي كل مكان تذهب إليه الكيلاني خلال الحديث _ الخلافات مع الفنانين أو السؤال عن أدوار جريئة أم مثيرة ، لم تُفلح .. خرج الأمر من يدها .. وأول ما جعله يفلت من يدها ليس أسلوب الضيفة ، بل أسلوبها هي المتّبع .. إذ ذهبت إلى أماكن مستهلكة .. أرادت تصيّد الإثارة لمشاهديها تماما على الطريقة ذاتها التي تدين بها ضيفتها .. هي سقطت بذات الفخ الذي تنصبه لبعض من ضيوفها ..بالمجمل .. هو أسلوب بات مملاً .. مكشوفاً .. لا سيما في هذه الحلقة ، لايعدو كونه أكثر من ثرثرة وفقاً لطريقة جلسات النسوان التي تشتمّ الرائحة الفاسدة ، وتقوم برشّ ( البهار ) تركز على النتن من أقوال وآراء و مواقف ..‏‏

( بدون رقابة ) لم نلحظ به أي فقرة أو فكرة تحتاج لأن يصنّف هذا التصنيف ، فلا خطوط حمراء حقيقية تجاوزها ، على  العكس تماماً .. فجملة تلك ( المناقرات ) التي ارتفع فيها صوت الكيلاني  وعبد الرازق ، تحتاج لأكثر من رقابة .. إلى تشفير وربما إلى شطب .. لأنها لاتحتوي ما يميزها عن جلسة ثرثرة أنثوية .. ثرثرات جاءت بصوت ناعم لكن لايُطرب.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية