وقال جيمس جيلز المتحدث باسم المختبر الأوروبي لفيزياء الجسيمات لرويترز إن جسيم بوزون هيجز الافتراضي قد يظهر خلال التجربة المطولة التي استأنفت عملها في الاونة الاخيرة.
وقال غيلز في اشارة الى جسيم بوزون هيجز انه موجود ولدينا فرصة ملموسة كي نرصده. وبوزون هيجز هو جسيم تخيلي اقترحه الفيزيائي الاسكتلندي بيتر هيجز في ستينات القرن الماضي ويعتقد انه يعطي للجسيمات تماسكها وكتلتها وهذا الجسيم يمثل الغاية القصوى من انشاء مصادم الهدرونات الكبير.
وقال غيلز إن التجارب التي تستمر على مدى يتراوح من 18 الى 24 شهرا - في مصادم الهدرونات الكبير بالمختبر الاوروبي لفيزياء الجسيمات الواقع تحت منطقة الحدود الفرنسية السويسرية المشتركة قرب جنيف والتابع لمنظمة سيرن - قد تتمخض عن طائفة هائلة من المعلومات التي قد تفك شفرة معضلة نشأة الكون وتكوين النجوم والكواكب ومختلف الاجرام ولاسيما نشوء الحياة على كوكبنا.
وحتى اذا لم يتسن رصد بوزون هيجز فان هذا لا يعني انتفاء وجوده اذ ستستمر انشطة المصادم من خلال إحداث عدد لا نهائي من التصادمات بين حزمتي جسيمات تسيران في اتجاهين متقابلين وتدوران حول أنفاق يبلغ طول مدارها 27 كيلومترا بالمختبر وبطاقة دون سبعة تريليونات إلكترون فولت لمحاكاة الظروف التي أعقبت الانفجار العظيم الذي حدث قبل 13.7 مليار عام والذي نشأ عنه الكون.
والإلكترون فولت هو وحدة لقياس الطاقة ويعادل كمية طاقة الحركة التي يكتسبها إلكترون وحيد حر الحركة عند تسريعه بواسطة جهد كهربائي ساكن قيمته فولت واحد في الفراغ. والمصادم عبارة عن مجمع ضخم من المغناطيسات العملاقة والأجهزة الإلكترونية المعقدة والحواسيب بلغت تكلفته عشرة مليارات دولار.
وسيتم جمع وتسجيل ثم تحليل البيانات المستقاة من هذه التجارب بمعرفة شبكة ضخمة تضم عشرة الاف باحث ليس في سيرن فحسب بل في نحو 30 دولة في مختلف ارجاء العالم.