ولاتزال الحرب مستمرة.
والمدهش أنه منذ عشرين سنة والمفاوضون العرب يفاوضون دون أي نتيجة هذا ماوعد به القادة الاسرائيليون جمهورهم في مدريد. فما هي المعجزة التي ينتظرها العرب لينقلب المشروع الصهيوني على تاريخه ملغياً نفسه وذاكرته وأسطورته وعلاقاته الدولية ووظيفته.
حل الدولتين تبناه الغرب في مدريد، ثم أكده الرئيس بوش ولم ينجزه في ولايتين، ورفعه أوباما ولم يقدر على لجم الاستيطان. لكن الرئيس الجديد الذي ارتبطت به آمال كثيرة قدم لاسرائيل قوة لم تحصل عليها من قبل المناورات المشتركة والدرع الصاروخية والوقوف مجدداً عند شعار أمن « اسرائيل» المزعوم وحقها في الدفاع عن النفس، عادت الادارة الاميركية الجديدة تتفهم أن لايكون في محيط «اسرائيل» أي قوة تلجم عدوانيتها. امتدت الحماية الاميركية لنقض مفاعيل تقرير اللجنة القضائية لمجلس حقوق الانسان عن جرائم «اسرائيل» في الحرب وضد الانسانية في قطاع غزة. فالارادة الصهيونية هي مرجع الحقوق لا القانون الدولي، ولهذا، ماانفك الكيان الصهيوني من التهديد بتقويض بنية الدولة اللبنانية، ويكرر كل يوم خرق القرار 1701، ويعرب عن قلقه من السلاح اللبناني على أمن «اسرائيل». تطلب «اسرائيل» من سورية أن تأتي إلى المفاوضات من دون شروط، لكن «اسرائيل» تطرح شروطها، لاتعترف مسبقاً بنتيجة المفاوضات أو وظيفتها بإعادة الجولان وتشترط أن تخرج سورية من تحالفاتها وموقعها ودورها أي علاقتها بإيران وقوى المقاومة.
ثمة من يناشد «اسرائيل» وقفاً مؤقتاً للاستيطان لاستئناف المفاوضات. الجواب الاسرائيلي الفعلي المزيد من اجراءات التهويد خاصة في القدس.
لكن يبقى في النهاية أن المشروع الذي عبّأ اليهود تقادمت عليه الذاكرة، والجيل الجديد الذي يطلب الأمن لن يجده. وللأسف، السلام الوحيد الممكن، لن تصنعه ارادة دولية بل ارادة البقاء الفلسطينية بالتضحيات.