في وقت رصدت فيه سلطات الاحتلال 15 مليار دولار اميركي لتنفيذ مخطط تهويد القدس المحتلة لعشر سنوات مقبلة، على حين قررت تلك السلطات الشروع ببناء المسار الجديد لجدار الفصل العنصري المعدل في قرية بلعين بالضفة الغربية.
وفي قطاع غزة جددت الزوارق الحربية الاسرائيلية قصف مراكب الصيادين قبالة سواحل القطاع، في حين تظاهر المئات في باريس احتجاجا على الحصار الاسرائيلي الجائر المفروض على قطاع غزة.
فقد اصدرت بلدية الاحتلال الاسرائيلي في القدس المحتلة اوامر بهدم اكثر من 200 منزل للمقدسيين في حي سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك وذلك في تنفيذ لما كانت هددت به، وفي استمرار لاعتداءاتها المتكررة على المدينة المقدسة وانتهاكها للبلدة بهدف اقامة سلسلة انفاق تحت القدس المحتلة.
وذكرت قناة العالم في تقرير لها أمس الى ان معاناة القدس والمقدسيين تزداد يوماً بعد يوم نتيجة مخططات التهويد التي تتصاعد ضمن غمرة الاحداث المتزايدة في حلبة الصراع بين اصحاب الارض الحقيقيين والمغتصبين التي تبلغ اشدها في اصدار سلطات الاحتلال لأوامر الهدم تحت ذرائع وحجج واهية تتعلق بعدم الترخيص.
واوضح جمال عمرو الخبير في شؤون القدس ان السياسة الممنهجة بهدم منازل الفلسطينيين التي تتبعها سلطات الاحتلال تعتبر جريمة ضد الانسانية بحد ذاتها لكن الخطورة الاعظم تتبلور جريمة ضد الانسانية بحد ذاتها لكن الخطورة الاعظم تتبلور فيما سيأتي بعد هذه الخطوة فالمسألة هذه المرة مختلفة تماماً عما سبقها لأنها لا تمس هدم بيوت فحسب إلا أنها تمثل مشروعاً استيطانياً متكاملاً وكبيراً يشمل سلسلة من الانفاق تحت البلدة القديمة لافتاً الى ان المقدسيين في مدينة القدس وحي سلوان يمثلون الواجهة الأمامية للدفاع عن بيت المقدس ومقدساته.
***
15 ألف فلسطيني مهددون بهدم منازلهم
الى ذلك قال حاتم عبد القادر مسؤول لجنة القدس بمكتب التعبئة والتنظيم في حركة فتح ان اكثر من 15 الف فلسطيني من سكان حي الشياح بالقدس المحتلة مهددون بهدم منازلهم على يد سلطات الاحتلال بحجة عدم الترخيص.
ونقلت وكالة وفا الفلسطينية عن عبد القادر قوله أمس ان بلدية الاحتلال أصدرت أكثر من مئة أمر هدم لمنازل ومبان تؤوي أكثر من أربعة الاف فلسطيني لتسيطر على أراضي المنطقة القريبة من الحي لضمها الى المقبرة اليهودية.
بدورهم شدد اصحاب المنازل المهددة بالهدم والذين يعانون تحت وطأة الاجراءات الاحتلالية التعسفية على التشبث بحقوقهم وارضهم مؤكدين انهم سيتصدون لهذه القرارات الاسرائيلية الجائرة وسيدافعون عن وجودهم بكل ما يملكونه مطالبين الدول العربية والاسلامية وكذلك المجتمع الدولي بضرورة التدخل العاجل لنصرة قضيتهم العادلة واعادة حقوقهم المسلوبة.
من جهته أكد الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين ورئيس الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي تعتزم اغلاق باب العمود أحد أكبر أبواب مدينة القدس المحتلة وأحد معالمها الرئيسية لمدة عامين كاملين بدعوى تطوير البنى التحتية في البلدة القديمة.
وقال التميمي في حديث للمركز الفلسطيني للاعلام امس ان مشروع الحفريات الاسرائيلي الجديد في باب العمود هو المقدمة نحو تقسيم المسجد الاقصى المبارك على غرار ما حدث في الحرم الابراهيمي الشريف في مدينة الخليل.
وأوضح التميمي أن اسرائيل رصدت 200 مليون دولار للمشروع الذي يعد خطوة جديدة في مسلسل عمليات تهويد وتغيير المعالم العربية والاسلامية لمدينة القدس عبر مشاريع تحمل مسميات متعددة.
من جهته حذر طالب أبوشعر وزير الاوقاف في الحكومة الفلسطينية المقالة من محاولة سلطات الاحتلال اغلاق باب العمود مؤكدا أن هذا المخطط يعد استكمالا لباقي المخططات الرامية الى تهويد القدس ودثر معالمها التاريخية.
***
15 مليار دولار لتهويد القدس
الى ذلك حذرت الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات من مخطط اسرائيلي أطلق عليه اسم القدس 2020 يهدف إلى تهويد مدينة القدس المحتلة مشيرة إلى أنه تم رصد أكثر من خمسة عشر مليار دولار أمريكي لتنفيذ هذا المخطط.
ونقل موقع فلسطين اليوم عن الهيئة قولها في بيان لها أمس ان المخطط الاسرائيلي يسعى إلى ضم الكتل الاستيطانية المحيطة بمدينة القدس المحتلة إلى المدينة اضافة إلى مصادرة العديد من أراضي الفلسطينيين كما حصل مؤخرا في بلدة العيسوية حيث تمت مصادرة أكثر من 660 دونما من أراضي البلدة.
ولفتت الهيئة إلى أن هذا المخطط يسعى لنقل أكثر من 40 الف مستوطن اسرائيلي من منطقة الساحل إلى القدس لتصبح القدس للاسرائيليين مشيرة إلى أن هذا المخطط يسعى لخفض الوجود الفلسطيني في المدينة بحث يصبح بحلول عام 2020 اقل من 12 في المئة ونسبة الاسرائيليين فيها أكثر من 88 في المئة ما يعني ان مدينة القدس المحتلة سيتم تفريغها بالكامل من سكانها العرب الاصليين.
من جانب اخر اعتقلت سلطات الاحتلال الاسرائيلي مساء أمس 70 عاملا فلسطينيا في القدس المحتلة بذريعة عدم امتلاكهم تصاريح تسمح لهم بالعمل.
وقالت وكالة قدس نت ان قوات الاحتلال اعتقلت العمال الفلسطينيين اثناء ذهابهم لعملهم حيث نقل احد العمال الى المستشفى بعد ان فقد وعيه نتيجة الاعتداء عليه من قوات الاحتلال في حين تم اعتقال سائق الشاحنة وحجزت شاحنته.
***
إسرائيل: تقرر الشروع ببناء المسار الجديد لجدار الفصل العنصري
بالتزامن مع ذلك قررت سلطات الاحتلال الاسرائيلي الشروع في بناء المسار الجديد لجدار الفصل العنصري المعدل بموجب قرار المحكمة الاسرائيلية العليا الصادر في شهر أيلول من عام 2007.
ونقلت وكالة معا الفلسطينية عن اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في بلعين في الضفة الغربية قولها ان القرار الذي يأتي متأخرا لا يغير من حقيقة سلب سلطات الاحتلال للاراضي الفلسطينية بالمسار الجديد لان بناء الجدار بأي مسار كان مرفوض وغير مقبول لدى الفلسطينيين.
وأضافت اللجنة انه من المتوقع أن تقوم سلطات الاحتلال بازالة المسار الحالي للجدار بعد اتمام بناء المسار الجديد ما سيلحق أضرارا كبيرة بحقول الزيتون مؤكدة أن تعديل مسار الجدار لن يوقف مساعي القرية وجهودها في النضال السلمي ضد بناء الجدار والمستوطنات على أراضي قرية بلعين.
في غضون ذلك أكد الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية ان القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني يتعرضان لهجمة اسرائيلية غير مسبوقة.
ونقل موقع قدس نت عن البرغوثي قوله في محاضرة له في الخليل بالضفة الغربية أمس ان مدينة القدس المحتلة تتعرض للتهويد من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي عبر التوسع الاستيطاني وجدار الفصل العنصري والتطهير العرقي كما تتعرض مدينة الخليل للتهويد والاعتداءات اليومية من قوات الاحتلال والمستوطنين في أوسع عملية تهويد ممنهجة لمنع اقامة دولة فلسطينية حقيقية.
ودعا البرغوثي إلى تبني استراتيجية وطنية تجمع بين المقاومة الشعبية ودعم الصمود الوطني واستنهاض أوسع حركة تضامن دولي وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.
الى ذلك أصيب أربعة فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي امس في قريتي صافا وعراق بورين في الضفة الغربية.
ونقلت وكالة معا عن مصادر فلسطينية قولها ان جنود الاحتلال أطلقوا بشكل متعمد الرصاص المطاطي وقنابل الغاز ضد الفلسطينيين في قرية صافا بالقرب من الخليل ما أدى الى اصابة فلسطينيين اثنين بجروح.
واضافت المصادر ان قوات الاحتلال اعلنت القرية التي تتعرض لاعتداءات متواصلة من المستوطنين منطقة عسكرية مغلقة بعد ان اغلقت منافذها بالكامل.
من جهة ثانية اصيب فلسطينيان اثر اعتداء نفذته مجموعة من المستوطنين على اهالي قرية عراق بورين جنوب مدينة نابلس.
واوضح المجلس القروي للقرية ان نحو 15 مستوطنا من مستوطنة براخا المقامة على اراضي القرية رشقوا منازل الفلسطينيين بالحجارة قبل ان تدور مواجهات بين المستوطنين وسكان القرية الذين تصدوا لهم ومنعوهم من التوغل في القرية الا ان قوات الاحتلال حضرت الى المكان وأمطرت الفلسطينيين بقنابل الغاز والرصاص ما ادى الى اصابة اثنين من أهل القرية بجروح.
وفي قطاع غزة جددت الزوارق الحربية الاسرائيلية صباح أمس قصف مراكب الصيادين الفلسطينيين قبالة سواحل القطاع .
ونقلت وكالة وفا الفلسطينية عن مصادر فلسطينية قولها ان زوارق الاحتلال التي تجوب عرض البحر على مدار الساعة فتحت النار بشكل كثيف على قوارب الصيادين الراسية قبالة شاطئ منطقة السودانية شمال غرب المدينة ما الحق بها أضرارا مادية.
في اثناء ذلك اظهرت دراسة أجرتها منظمة أرض الانسان غير الحكومية في غزة ان نحو 73 بالمئة من أطفال غزة يعانون اضطرابات نفسية بما فيها الصدمة النفسية والكوابيس والتبول اللاارادي وارتفاع ضغط الدم والسكري.
ونقل موقع سي ان ان بالعربية عن عايش سمور مدير مستشفى الامراض النفسية في غزة قوله لشبكة الانباء الانسانية ايرين ان هناك تدهورا ملحوظا في الحالة النفسية للاطفال الفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة وخصوصا بعد العدوان الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة.
وأوضح سمور ان الاطفال في غزة محرومون من طفولتهم بسبب انعدام الامن والاستقرار في محيطهم.
وأضاف ان ثقافة العنف والموت غزت عقلياتهم وجعلتهم أكثر غضبا وعنفا كما ان قلة الخبراء الصحيين في القطاع وانعدام فرص الحصول على المعدات الطبية يحول دون حصول الاطفال على المساعدة التي يحتاجون اليها.
وفي سياق متصل قال رياض منصور مندوب فلسطين في الامم المتحدة ان الفلسطينيين سيتوجهون إلى مجلس الامن للبحث في تقرير القاضي الدولي ريتشارد غولدستون حول ارتكاب قوات الاحتلال الاسرائيلي جرائم حرب خلال عدوانها على غزة.
ونقلت قناة الجزيرة عن منصور قوله ان مجلس الامن لم يتحمل مسؤوليته لكن الجمعية العامة قد تحملت جزءا من المسؤولية وهذا لا يعني انه اذا استمرت العقبات فاننا لن نلجأ إلى كل الخيارات المتاحة عبر مختلف أجهزة الامم المتحدة بما فيها مجلس الامن.
بدوره طالب فرج الغول وزير العدل في الحكومة الفلسطينية المقالة الامم المتحدة باحالة ملف غولدستون على محكمة الجنايات الدولية لتقديم مجرمي الحرب الاسرائيليين للمحاكمة على جرائمهم.
من جانبه قال اسماعيل رضوان القيادي في حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس ان المقاومة الفلسطينية بما فيها كتائب القسام تستهدف المواقع العسكرية للاحتلال الاسرائيلي وليس من سياستها استهداف المدنيين كما يفعل الاحتلال في مجازره ضد المدنيين الفلسطينيين.
***
الاحتلال يضيق الخناق على المنظمات الإنسانية الدولية
من جهة اخرى تواصل سلطات الاحتلال الاسرائيلي تضييق الخناق على المنظمات الدولية التي تنشط في مجال الاغاثة الانسانية في الضفة الغربية والقدس المحتلة بهدف طرد طواقمها الامر الذي دفع هذه المنظمات الى تقديم شكاوى الى حكومات بلادها ضد اسرائيل لاقدامها على هذه الممارسات والغاء اقامات عمل طواقمها واستبدالها بتأشيرات سياحية.
وقالت قناة الجزيرة أمس ان وكالات التنمية الدولية طالبت حكومة الاحتلال الاسرائيلي بالغاء الاجراء الذي اتخذته ضد المنظمات مشيرة الى ان طواقمها تعمل على اغاثة المنكوبين الفلسطينيين من اعتداءات الاحتلال الاسرائيلي.
وتفرض سلطات الاحتلال الاسرائيلي قيودا جماعية تحد بصورة كبيرة عمل المنظمات الدولية ورفضت طلبات موظفي هذه المؤسسات بتجديد تصاريحهم ومنحتهم تأشيرات سياحية مؤقتة يحظر عليهم بموجبها العمل بالقدس المحتلة والضفة الغربية.
وتعمل هذه المؤسسات على تقديم العون الانساني والغذائي والصحي للفلسطينيين وتطوير ما دمره الاحتلال الاسرائيلي.
***
تظاهرة في فرنسا احتجاجا على حصار غزة
وفي باريس تظاهر المئات أمس احتجاجا على الحصار الاسرائيلي الجائر المفروض منذ العام 2007 على قطاع غزة وتنديدا بالقمع الذي يتعرض له مليون ونصف مليون من ابناء الشعب الفلسطيني في القطاع.
وذكرت ا ف ب أن المتظاهرين استجابوا لدعوة اتحاد جمعيات فرنسية مؤيدة للفلسطينيين ومدافعة عن حقوق الانسان ونددوا بالحصار والقمع الذي يتعرض له الفلسطينيون في قطاع غزة داعين المجتمع الدولي الى الضغط على اسرائيل لفك هذا الحصار.
وحمل المتظاهرون صورا لمدنيين فلسطينيين من ضحايا القصف الاسرائيلي الوحشي الذي نال القطاع خلال العدوان على غزة ورددوا شعارات تؤكد ان اسرائيل قاتلة.
من جانب اخر وصفت منظمة أصدقاء الانسان الدولية العام 2009 بأنه أسوأ الاعوام التي مرت على الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي على الاطلاق.
ونقلت وكالة قدس برس عن المنظمة قولها في تقرير أصدرته أمس عن واقع الأسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية وحمل عنوان وراء الشمس إن أخطر ما شهده العام 2009 هو قضية تشكيل لجنة وزارية اسرائيلية رسمية ومعلنة في شهر اذار الماضي اتخذت الكثير من القرارات والاجراءات الظالمة بحق الأسرى.
وأضاف التقرير ان ادارة السجون الاسرائيلية مارست أساليب جديدة ضد الأسرى الفلسطينيين وخاصة أسرى مدينة القدس والاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 بهدف زيادة الضغط النفسي والجسدي عليهم واخراجهم أجسادا بلا أرواح عاجزين عن الاستمرار في الحياة مؤكدا أن مجرد قدرة الاسير على تحمل تلك الظروف وبقائه انسانا يمثل معنى عظيما في عملية الدفاع عن الحق في الحياة.