تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تَقْرِيْرُ حَنْظَلة

ملحق ثقافي
2012/3/27
مجد محسن إبراهيم:ماذا يَجْرِي خَلْفَ الأَكَمَهْ؟!

أُبْصِرُ رَأْساً‏

يَتَبارَكُ مُنْتَشِياً‏

بِحِذاءِ أَبي لَهَبٍ‏

ويُقَبِّلُ في عِزٍّ‏

قَدَمَهْ‏

أَسْمَعُ وَهْمَ أَمِيْرٍ‏

يَتَقَلَّدُ‏

سَيْفاً مُلتَحِياً‏

وَيُهَدِّدُ‏

أَفْكاراً مُرْداً‏

في مِصفاةِ حِسابٍ‏

هَرِمَهْ‏

••‏

رَمَقَ البُركانُ‏

صَقِيعَ بَلادَتِنا‏

نَفَثَ الأمسَ علينا‏

صرنا حَطَباً‏

تَقتاتُ لَظانا‏

مَلحَمَةٌ‏

بَيْنَ الغَفْلَة والغَفْلَةِ‏

مُحْتَدِمَهْ‏

••‏

زَحَفَتْ‏

نَحْوَ حَدائقِنا الصَّحْراءُ‏

وأَذكَتْ‏

قَشَّ عَقائدِنا‏

بِلَهِيبِ الفِعلِ‏

وَنَفطِ الكَلِمَهْ‏

••‏

يا بْنَ البَحْرِ..!‏

تَعَلَّمْ‏

أنَّ الرَّملَ‏

مَواطِئُ أقدامِ البَحرِ‏

وأنَّ حُروفَ حَضارَتِنا‏

كَتَبَتنا‏

قَبلَ ثُغاءِ الشَّاةِ‏

وَقَبلَ تَناحُرِ أعرابٍ‏

حَولَ القَطرَةِ‏

والعُشبَةِ‏

مُنقَسِمَهْ‏

••‏

ماذا يَجْرِي‏

خَلْفَ الأَكَمَهْ؟!‏

أُبصِرُ رَأساً‏

يَسجُدُ‏

فَوقَ تَوَهُّجِ نَجمَةِ داوُودَ‏

لِكَيْ يَقلَعَ‏

أَرْزَةَ لُبْنانَ‏

وَيَسْحَقَ ظِلَّ الفُرسِ‏

بِمِهمازِ الرَّاعِي الجَائِعِ‏

والأبْقارِ النَّهِمَهْ‏

••‏

يا بْنَ الأرْزِ..!‏

قَدِيْماً‏

خِنْزِيرُ أَساطِيرِكَ‏

صادَ إلَهاً‏

أَفَتَعجِزُ أَنتَ اليَومَ؟‏

أَتَعْجِزُ‏

عَن سَحقِ الرَّاعِي المُتَسَلِّلِ‏

مِن بَينِ الأَجَمَهْ؟‏

••‏

ماذا يَجرِي‏

خَلفَ الأَكَمَهْ؟!‏

«شمشونُ» يُقاوِمُ‏

مَكرَ «دَلِيلَتِهِ»‏

وَيُحاوِلُ‏

هَدمَ المَعبَدِ ثانِيةً‏

مِن فَوقِ رُؤُوسِ عَشِيرَتِها‏

لكِنَّ «دَلِيلَةَ»‏

تَبقى المُتَّهَمَهْ‏

••‏

يا بْنَ البَيّارَةِ..!‏

لا تُنكِرْ وَجَعَ اللَّيمُونِ‏

ولا تَحمِلْ‏

جُثَّةَ هَذا البَحرِ المَيِّتِ‏

أَنْتَ الحَيُّ المُوْجَعُ‏

فاقتُلْ ناطُورَ الذُّلِّ‏

لِتَسكَرَ‏

مِنْ عِنَبِ العَظَمَهْ‏

••‏

ماذا يَجرِي‏

خَلفَ الأَكَمَهْ؟!‏

إنَّ هُنالِكَ قَوماً‏

يَنصُرُهُمْ تِنِّينٌ‏

بِمَخالِبِ دُبٍّ‏

لِرُكُوبِ حِمارٍ‏

بِمَلامِحِ فِيلٍ‏

يَتَطاوَلُ‏

مِن جِهَةِ الغَرْبِ‏

على كَعبَةِ مَشْرِقِنا المُنْهَدِمَهْ‏

••‏

يا هذا القاصِمُ‏

ظَهرَ الرِّيحِ الغَربِيَّةِ‏

لا تَنسَ وَراءَكَ‏

أبناءَكَ‏

في عِهرِ البَردِ‏

وَكُفرِ الجُوعِ‏

وجَمرِ العَطَشِ الباكِيْ‏

فَوقَ شِفاهِ المَوتِ المُبتَسِمَهْ‏

••‏

ماذا يَجْرِي‏

خَلفَ الأَكَمَهْ؟!‏

ماذا يَجريْ؟!‏

أَنا لا أَدرِيْ‏

لا أَفهَمُ كَيفَ تَمُوتُ‏

بِلا مَوتٍ‏

يا هذا الثّالثُ‏

مِن نُورٍ؟‏

تَفنى‏

ما بَينَ اثنَينِ‏

مِنَ الظُّلمَةِ‏

يَغتالانِ القَمَرَ الشَّاحِبَ‏

في لَيْلَةِ يَأسٍ‏

مُنصَرِمَهْ‏

ماتَتْ لكِنْ‏

مِن نُسغِ دُجاها‏

وَلَدَتْ‏

حُوتاً دَمَوِيّاً‏

يَكسِرُ‏

مِجدافَيْ ضَوءٍ‏

وَيَدَيْ شَمسٍ‏

مُضطَرِمَهْ‏

••‏

ماذا يَجْرِي‏

خَلْفَ الأَكَمَهْ؟!‏

لا شَيْءَ خَطِيرٌ‏

تِلكَ حِساباتُ التَّارِيخِ‏

تُصَفَّى‏

بَيْنَ خِيامِ اللَّيْلِ‏

وَمَمْلَكَةِ العَتَمَهْ‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية