تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تجربة جديرة بالاهتمام

ملحق ثقافي
2012/3/27
جوان جان:لا يستقيم الحديث في مناسبة كيوم المسرح العالمي «27 آذار» دون الحديث عن مسرح الشباب والمسرح الشبابي والمسرح الشاب،

إلى آخر هذه التسميات التي تنطلق من مكان واحد وتسير في درب واحد لتنتهي في مستقر واحد.‏

وإذا كان من الصعوبة بمكان إيجاد تعريف محدد وواضح لما يمكن أن نطلق عليه تسمية "مسرح الشباب"، فإن الواجب يستدعي من الجميع، وفي المقدمة من هذا الجميع وسائل الإعلام، إيلاء الاهتمام الكافي للحركات والمحاولات والنشاطات المسرحية الشابة، ذات الطابع الهاوي في أغلب الأحيان، نظراً لما يمكن أن تقدمه هذه المحاولات من مواهب فنية جديرة بأن يكون لها دورها الفعال في الحركة المسرحية والفنية والثقافية، هذه الحركة التي لم تكن لتراكم رموزها لولا مرورهم بنفس المرحلة التي يمر بها شباب اليوم.‏

مؤخراً دُعيتُ من قبل تجمّع فني شبابي يقوده الفنان غزوان قهوجي للالتقاء بشباب وشابات التجمّع للحديث عن تاريخ المسرح العالمي، وكان بالفعل لقاءً مثمراً ومفيداً لي قبل أن يكون مثمراً ومفيداً لهم، فقد تشعّب الحديث واستطال ليشمل قضايا تمس جوهر العملية المسرحية، وبالتحديد الشابة منها، في بلدنا، وكان من الواضح وجود رغبة جامحة عند هؤلاء الشباب لتقديم مسرح يعكس ما لديهم من طاقة فيّاضة ليست بحاجة سوى لقليل من الانتباه والتواصل كي تتمكن من أن تقول ما لديها.‏

هذه الفرقة سبق وأن قدمت عدداً من الأعمال المسرحية للكبار والصغار، لاقى بعضها صدى طيباً في المهرجانات والمناسبات التي شارك فيها، وحاز على جوائز في بعض هذه المهرجانات، واليوم تبدو الفرقة متطلّعة إلى تعزيز مسيرتها الفنية من خلال جانب فكري ثقافي حيث تستضيف كل فترة من الزمن أحد المسرحيين للحديث عن أمور المسرح بشكل عام من خلال الجانب الذي يختص به الضيف والذي من الممكن أن يفيد فيه أعضاء الفرقة.‏

هذا النشاط الثقافي الموازي للأعمال المسرحية ربما كان غائباً عن بال الكثير من التجمّعات المسرحية الشبابية، وبما أن فرقة "فضا" قد استدركت هذا النقص فمن الواجب أن نشير إلى ذلك بعين معجبة، وأخرى رانية إلى إيجاد الوسائل التي من الممكن أن تدعم هذه الفرقة وغيرها الكثير من التجمّعات والفرق المسرحية الشابة التي تضم في عضويتها عشرات المواهب التي من حقها أن تعبِّر عن نفسها وتري الآخرين ثمرة جهدها وتعبها.‏

وبما أن للإعلام دوراً أساسياً في هذا المجال، فقد تنبّهت الفرقة إلى هذا الجانب من خلال تكليف واحدة من أعضاء الفرقة وهي إعلامية شابة ومجتهدة اسمها هدى الحلاق بالتواصل مع وسائل الإعلام لإطلاعها على نشاطات الفرقة باعتبار أن أي عمل فني- ثقافي- إبداعي لا يكتمل دون تسليط الضوء عليه من قبل وسائل الإعلام.‏

إن المهمة التنويرية والتوعوية التي يمكن أن يؤديها المسرحيون الشباب في مجتمعهم اليوم تبدو أكثر أهمية مما قد يظن الكثيرون، خاصة ونحن نلمس كل يوم مدى خطورة المكان الذي تُجرُّ إليه أوطاننا، ومدى هشاشة الأساس الذي يريد البعض أن يبني عليه بناءه الخاص به والذي يريد منا جميعاً أن نشاركه فيه الموت والفناء، لذلك فإن على المسرحيين الشباب اليوم أن يدركوا أن دورهم الطبيعي لا ينحصر في مجرّد تقديم عمل مسرحي قد يخرج من الذاكرة بمجرد دخوله إليها، بل يتضخم دورهم ليغدو مساهماً حقيقياً في تنبيه المجتمع من حولهم على صعيد الأسرة والمدرسة والجامعة ومكان العمل إلى المخاطر التي تحيق بالجميع ومن كل اتجاه، عسى أن يجدوا آذاناً صاغية في زمن الطرشان.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية