هل نتقاعد عن التفكير فنصبح ,مومياء محنطة او قطعة من اثاث البيت . ام نتقاعد عن الكلام وإبداء الرأي لخدمة الوطن فالوطن اكبر من الجميع, ويحتاج بناؤه الى جهد وعمل الجميع, حتى المتقاعد عندما يسدي النصح ويربي الاحفاد على الاخلاق الحميدة ,وحب الوطن ,
فهو يساهم في البناء ,ونحن الآن ليس لدينا الا هذه الامكانية, (تقديم الافكار وتربية الاحفاد) فهل يا ترى يقبلنا المجتمع ويقبلنا الوطن مساهمين في بنائه ,داعمين لأركانه ?.
جاء المؤتمر القطري العاشر من اجل بناء الوطن وفق رؤية واسعة, واختتم اعماله مؤكدا على بناء الحزب من اجل بناء الوطن.
والافكار التي طرحت فيه كلها مطالب حتمية وضرورية وتنقل ما يفكر فيه المواطنون .
لقد اصبحت هذه الافكار قرارات ملزمة, وواجبا على الجميع تنفيذه, فالحزب والسلطة يتواصلان في بناء الدولة وبناء الوطن فالحزب يخطط ويوجه ويراقب ,ومن ثم يحاسب من خلال السلطة .
من اولويات عمل السلطة مكافحة الفساد, وجميع اعضاء المؤتمر تكلموا عن ذلك واسهبوا, ووضعوا ثقتهم بسيادة الرئيس بشار الأسد لتشكيل لجنة لوضع آلية لمكافحة الفساد, ولكن يداً واحدة لا تصفق, فالمسؤولية تقع على الجميع حتى المواطن العادي ايضا مسؤول عن ذلك, عندما يحارب الفساد بالدلالة على الفاسد وعدم التعامل معه وتقديم الادلة .
والعمل المجدي لمكافحة الفساد هو المحاسبة و يكمن في تنشيط وتفعيل دور المراقبة المسبقة حتى لا يخطىء اي موظف او مسؤول ليصل الى درجة المحاسبة .
ودور اجهزة المراقبة: هي المراقبة والتفتيش والتوجية وليس التحقيق, وعندما نصل الى التحقيق فهذا من عمل القضاء , الذي اكد المؤتمر على ضرورة . نزاهته واستقلاليته,وان لا سلطان عليه إلا القانون والوجدان والضمير لإحقاق الحق وانصاف المظلوم .
فالانجازات الكبيرة التي حققها القطر, يجب ان نسلط عليها الضوء ونشرحها,ونعمم ثقافة الايجابيات داخليا وخارجيا, بدلا من تعميم ثقافة السلبيات فقط تعزيزا للثقة والمحبة .
فالثقة شبه مفقودة,لا بد من أن نثق بأنفسنا أولاً ومن ثم نثق ببعضنا مادام همنا واحدا وهو الوطن. والسلطة عليها بناء الثقة مع الشعب, وهنا الحلقة الاصعب, ولن نتمكن من بناء الوطن, اذا لم تكن الثقة متبادلة ما بين الشعب والسلطة, وهذه الثقة تنمو وتتفاعل من خلال الوعود التي تترجم الى قوانين فيها مصلحة الوطن والمواطنين ,فالشعب ينتظر اجراءات تنفيذية, وليس دراسات وندوات ولجاناً للدراسة.
والثقة المتبادلة , تنتج عن العمل الميداني, وعن الالتصاق بالجماهير, ومعرفة قضاياهم. وهنا تأتي مهام المسؤولين, وأصحاب المناصب, عندما يخرجون من مكاتبهم الى الشارع والى القرية وإلى المضافة اي الى اللقاءات الشعبية, والاستماع بشغف ومحبة الى كل ما يطرح على ألسنة الناس لانهم أقلام الحق واصحاب القضية .
واما المحبة ,فهي في صراع دائم مع الحقد والكراهية والمحبة , من أولويات حب الوطن وحب الناس ,والحاقد لا يبني وطنا ولا مجتمعا متماسكا , ولا جبهة داخلية صامدة .
مادامت ثقافة المحبة هي الساندة,والقول السائد منذ القديم ( الله يديم المحبة) لانها شاملة وتعبر عن نفسية الجميع, إلا من كان بنفسه مرض فيجب ان يشار اليه بالبنان وان يكون بعيدا عن مواقع المسؤولية .
واخيرا دعونا نصفق مع سيادة الرئيس بشار الأسد للإنجازات ونحييه ونصفق له, ليس تقرباً وانما محبة وثقة بأمل كبير ومستقبل واعد مادمنا يداً واحدة وجبهة داخلية متراصة, تقاوم الضغوط وما اكثرها, واليقين المؤكد عنده وعندنا ان سورية العربية صامدة لن تلين ولن تركع ابدا .
عضو القيادة القطرية السابق لحزب البعث