تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


محكمــــــة الفنـــــــون...والقـــــلب الحنــــــون !

فضائيات
الأحد 31-1-2010
لميس علي

ممكن جداً أن تفتح عبارة مثل (محكمة الفنون) باب النقاش حول تساؤل من نمط.. هل الفنون تحاكم.. الإبداع الإنساني على العموم هل يحاكم؟ أم يتطور ويرتقي عبر بوابة النقد الفعال والحقيقي..

ولما كان النقد يشتمل اهتماماً بجانبين: سلبي وإيجابي.. إذاً من البديهي أن يتسرب إلى أذهاننا وعفو الخاطر، أن ماأراد الاهتمام به برنامج (محكمة الفنون) إعداد رفيق قوشحة، تقديم: رنا ديب ،هو الجانب السلبي.. ذلك أن المحاكمة لاتقام عادةً إلا لما يرتكب من اعتداءات بحق (المتلقي)، ولاترفع جلسات تلك المحاكمات إلا نطقاً (لحكم) نقدي واضح وصريح، يزيح شيئاً من الجور الحاصل (أحياناً) على ذائقة ذاك (المتلقي).‏

في الحلقة الأخيرة من البرنامج الذي ناقش مسرحيتين (بيان شخصي) و(المدينة المصلوبة)، بحضور الدكتور محمد قارصلي، الناقد المسرحي جوان جان، والفنانة فيلدا سمور..‏

معظم محاور الحلقة انحازت إلى الخوض في مجموعة أفكار وأفكار ومقولات وطروحات، كما في الأسئلة (إلى أي درجة نجح العرض بإيصال الفكرة والبعد الأخلاقي-هل حقق هدفه بضرورة المقاومة..)‏

ليدير الحوار ظهره لأي سؤال له أن يعالج طرائق وحلولاً إخراجية لها - إن توفرت - أن تغني العمل وترضي ذائقة متلقيه .. وحتى عندما سألت ديب ( هل استطاع أن يقدم العمل مقولته بطريقة مناسبة) .. لم يتطرق الضيوف لمناقشة فنيات أي من العملين .. هل كان بأدوات قديمة بسيطة ، عفا عليها الزمن .. هل انسجمت مع العصر الحالي .. هل استطاعت أن تشد جمهور ( الآن).. وعندما سألت ديب عن ( تقييم الأداء ) لم يوافقها قارصلي على اختيار كلمة (تقييم) ، لتجيبه مازحة ( لأننا محكمة ، وليرد : إذاً لأكون محامي الدفاع .‏

والحقيقة إن ماشهدناه لم يكن أكثر من تواجد حقيقي وفعَّال لمحاميي دفاع دبجوا مدائح مطولة وطرحوا آراء مهللة ، لما قدم على خشبات مسارحنا..‏

إذاً أين المحكمة .. أين النقد بمعناه الذي يهدف إلى إظهار السلبي وصولاً للارتقاء والبناء .. وقطعاً ليس تحيزاً لهذا دون ذاك ولا نيلاً من عمل الآخر دون الأول ولا غمزاً من قناة ثالث أو رابع...‏

حلقة البرنامج بعمومها لم تستطع الاتجاه الى عمق الحالة الابداعية الحقة .. لم تسع لمناقشة فنيات أي من العملين .. نواقصه .. ماله وماعليه...‏

إذ هل يعقل أن يكون هناك عمل (كامل مكمل) من جميع شروط نجاحه؟‏

وبدورهم الضيوف سايروا حالة نقاش تنظيرية، غرقت بها قبلهم الأعمال المشار إليها..‏

والخلاصة أن ننتهي بسلام كامل وكفانا الإله شر النقد مؤكدين أننا نملك قلباً حنوناً وأكثر من حنون.. يحول دون إبصارنا أن أسوأ شيء يمكن أن يتعرض له الإبداع أن يكون حبيس دائرة مغلقة تهلل وتزمّر...‏

ألم تلاحظوا أن تلك الأعمال والبرنامج وكذلك الضيوف كانوا على ذات النغمة.. لم يشذّ واحد منهم خارج السرب...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية