كيف نتغلب على الشدة النفسية ؟
عن لوموند مجتمع الأحد 31-1-2010 سهيلة حمامة تدفعنا الشدة النفسية التي تنتابنا مرات عديدة في حياتنا الى الاسراع لتناول عقاقير طبية لشفاء نفوسنا من وطأتها الأليمة، ذلك أمر بديهي لغالبية الأطباء، لكن ثمة ،اليوم، أطباء نفس وأعصاب.
من كافة أقطار الأرض، يؤكدون أن ثمة طريقة أخرى أكثر أمنا للحد من الشدة النفسية تقوم أساسا على عمليتين هامتين: التنفس البطيء والعميق،والتأمل.
فالتنفس البطيء يقوم على تركيز الذهن في الأنفاس وهي تدخل الخيشومين ببطء وتخرج منهما ببطء أكثر ، والنتيجة استرخاء العضلات وإطلاق التوتر ،ما يجلب المزيد من موجات ألفا الى الدماغ، شريطة أن يمارس ثلاث مرات في اليوم ولمدة تتراوح بين 5-10 دقائق . وقد لاحظ أحد الأطباء الممارسون لهذه التقنية من خلال مرضاهم استرخاء جهازهم العصبي وزيادة كفاءة قلوبهم، الذي أكثر ما يسيء إليه عوامل الشيخوخة، والتدخين، وتلوث الجو، والقلق والاكتئاب والغضب ولم يتوان عن توصية مرضاه بتمضية أوقات العطلة في جنبات الطبيعة وتناول omeja3 لما له من تأثير في إشاعة البهجة في النفس الى حد ما إضافة لفائدته في تنشيط عمل القلب، ويرى الأطباء أن الأنفاس الضحلة(القصيرة والسريعة) تشغل في الجسم الآلية العصبية«حارب أو اهرب» وفي هذه الحالة يصبح الجسم في حالة طوارىء ويقوم بإفراز مواد كيميائية مثل هرمون الكظر(الأدريالين) وأما التأمل فيكون على تمركز الذهن على فكرة منعشة أو شيء جميل في الطبيعة أو أحد أعضاء الجسد أو الجسد كله، مع الانتباه أو غيرها.
إلا أن الذهن قد يشرد أحيانا ولنكن في ذلك صبورين ونعيد تركيزنا من جديد مع التسليم بأفكارنا الشاردة دون الانزعاج منها. ويتابع أن من شأن ذلك أن يخفف من الاصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية بنسبة 50٪ ويعادل مفعول الأدوية الجديدة، ويعزز المناعة ويخفض ضغط الدم العالي ويزيد التركيز وينشط الذاكرة والاحساس بالعافية عقليا وروحيا وجسمانيا. ولا غرابة في ذلك فحكمة بوذا عام 483 قبل الميلاد تقول:« إن كياننا هو نتيجة لما نفكر فيه» إذا التنفس والتأمل ، كما يرى تلامذة بوذا، هو لب أو أساس العلاقة بين العقل والجسم ، ومن نتائج ذلك أن الذين مارسوا تلك العمليتين مدة خمس سنوات، احتوت أجسامهم على مستويات أعلى من هرمون DHEA وهو الهرمون المرتبط بعمر الشباب والمتفائل بمرور السنوات وميزته أنه يدفع بجهاز المناعة الى مقاومة العديد من الأمراض ،بدءا من الرشح وحتى السرطان!! هذه الطرق الشرقية أصلا، وعمرها 5 آلاف سنة، غزت العالم كله، ويدعي ممارسوها أنها جزء هام من حياتنا وسبيلنا الى الاشراق من الداخل والخارج!
|