تغير المفردات معانيها وتبدلها وربما لا تعود إليها حتى في سياق الجملة، ومن هنا تكون الطرافة حين نكتشف فجأة أن الكثير من المعاني
التي نقصدها ليست تماماً كما نريد لو أن المفردات على حالها الأول وبالوقت نفسه ليست خطأ مع المعنى الجديد ومن هذا المنطلق استوقفتني فقرة: (عثرات الأقلام) التي تنشر في مجلة (الحوادث اللبنانية) فقد جاء في لقطة من لقطاتها، ويقولون: وواجه الأزمة بصمود عنيد والصواب بثبات عنيد أما صمد فمعناه قصد أي تحرك وهو عكس المراد.
وبالعودة إلى مقاييس اللغة نجد (صمد) الصاد والميم والدال أصلان أحدهما القصد والآخر الصلابة في الشيء.
فالأول الصمد: القصد، يقال صمدته صمداً وفلان مصمد إذا كان سيداً يقصد إليه في الأمور وصمد أيضاً والله جل ثناؤه الصمد، لأنه يصمد إليه عباده بالدعاء والطلب.
قال الشاعر: علوته بحسام ثم قلت له - خذها حذيف فأنت السيد الصمد والأصل الآخر الصمد، وهو كل مكان صلب قال الشاعر: يغادر الصمد كمظهر الأجزل
وعلى هذا الأساس فليس خطأ استعمال (صمد) بمعنى ثبت فالصلابة صمود وفي أساس البلاغة نقع على المعنيين والعودة إلى المعنى الأول /صمد/تحرك/ غير مسوّغة ولا يستعمل الفعل بهذا المعنى الآن إطلاقاً.