الشاعر الفرنسي بول فاليري
الصديق الشاعر أيمن معروف كان وسيبقى محلقاً ولكن لكل فارس كبوة.
أول جملة شعرية في هذه المجموعة «قل للمداد أنا له خدم» بربك يا أيمن متى كنت تستعمل مثل هذه المفردة التي عفا عليها الزمن (المداد) ثم أن تكون خدماً أو خادماً للمداد أو لغيره. ما معنى هذا الكلام؟
ثم وأنت من ذرا شعراء الحداثة وتعود وتنكص عمودياً
وأنا أوارب في الحواشي ميتتي
وأعيد ترتيب الحطام
وأفهرس المعنى هنالك
حيث أخرّني هنا المعنى
على درج الظلام
عن أي معنى تتحدث وعن أي ظلام وهل مهمة الشعر دفع المجتمع في اتجاه الحياة والتوثب والإقدام أم في اتجاه الناس والظلام؟ وإذا كانت قد حاقت بك انتكاسة شخصية ما وأنت المعروف بنبوغك الشعري أتميلك وتحنيك ودفعة واحدة وبهذه السهولة؟
ثم ينتقل إلى بيت ليته يذكر ببيت بدوي الجبل:
لا تسأليني عن الخمسين ما فعلت
يفنى الشباب ولا تفنى سجاياه
فيقول ببؤس وتعاسة:
ما الذي يمكن أن يفعله الشاعر بعد الأربعين؟
إذا كنت يا أخ أيمن بلغت الأربعين فهل هذه كارثة؟ أنا بلغت الحادية والستين وأشعر كل صباح أنني أولد من جديد ومما لاشك فيه أن في المجموعة عدداً من المقاطع الرائعة، منها مثلاً:
ها أنا أضرم النار
في دفتر العائلة
وليته قال في شجرة العائلة
سهمان في قوس
وثمة شاعر في الريح
يرتكب الخطيئة
لا شيء يا أبت إذا اكتمل الفراغ
الجمّ في الزمن الحرام
أخيراً يبقى أيمن معروف من أهم القامات الشعرية في جيله على مستوى سورية وعلى مستوى شعراء جيله في الوطن العربي.
وعذراً على قسوة المحب.