وقالت صحيفة التايمز البريطانية ان المذكرة التي تحمل اسم «العراق اطار سياسي جديد» ذكرت ان بلير وبوش سيستخدمان حجة وجود اسلحة الدمار الشامل المزعومة في العراق مبرراً لاتخاذ اجراء قاس ضده.
وجاء في جزء من المذكرة حمل عنوان تغيير النظام: ان الولايات المتحدة وبريطانيا تحتاجان لاعادة صياغة القضية واحكامها ضد العراق.
ومن بين الخطوات التي قرر الرجلان اتباعها اصدار بيان الى الشعب العراقي قبل الحرب يزعمان فيه ان الغاية من غزوهما لبلادهم هي تقديم الحرية والديمقراطية والحياة الافضل لهم وان ذلك لايمكن ان يتحقق دون تغيير جذري في البلاد.
ولفتت الصحيفة الى ان هذه الوثيقة التي تأتي في صفحتين وتعود الى شهر اذار من عام 2001 تأتي لتناقض شهادة بلير أمس الأول امام لجنة تشيلكوت التي زعم فيها أن اي تفكير جدي لمحاولة تغيير النظام في العراق لم يتم الا بعد هجمات ايلول ولتثبت انهما أرادا خلق قضية محكمة بشأن وجود اسلحة دمار لدى العراق لتحقيق هذه الغاية.
واشارت الصحيفة الى ان رسالة ألحقت بهذه المذكرة من سير جون ساورز مستشار بلير للسياسة الخارجية حينها والمدير الحالي لجهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية كتب فيها: هذه الوثيقة يجب ان تبقى وثيقة داخلية سرية ولايجب، واكرر لايجب ان يطلع عليها اي شخص.
وتمثل هذه الوثيقة التي عمدت الحكومة البريطانية الى نشرها قبل دقائق من تقديم بلير لشهادته أمام لجنة التحقيق أولى المؤشرات على قيام لندن وواشنطن بمناقشة احتمال شن عمل عسكري ضد العراق قبل هجمات الحادي عشر من ايلول.
وفي مقال آخر للصحيفة اشارت التايمز الى ان بلير أصر في شهادته التي تواصلت ست ساعات على ان يظهر بمظهر غير النادم او الآسف على تورطه في الحرب الاميركية على العراق وعمد عوضا من ذلك الى التبجح بالقول إنه سيفعلها ثانية لو انه وضع في الظرف نفسه مرة أخرى.
واضافت الصحيفة ان رئيس الوزراء السابق جلب إلى نفسه المزيد من المشاكل ومشاعر الاستهجان والانتقاد لاخفاقه في ابداء مشاعر الندم والتوبة التي كان يتوقعها الجميع وقال عوضا من ذلك ان بريطانيا يجب ان تفخر بالدور الذي قامت به في الحرب.
من جانبها علقت صحيفة الغارديان البريطانية على مثول بلير أمام لجنة التحقيق حول غزو العراق بقولها إن الحقائق أصبحت أكاذيب كما أنها تحولت الى اعتقادات وأصبحت الاحكام أدلة وصار الفشل والنجاح على حد سواء في نفس المسار.
وسخرت الصحيفة من مجريات التحقيق قائلة: على هذا الكوكب الغريب اعتبر غزو العراق أمر غير كارثي لكن ضروري، بل انه عمل بطولي. وقالت الصحيفة ان المفتاح ليس أن بلير يعرف حقيقة ويدلي بأخرى ولكن في أن يظهر الامور بشكل مختلف للآخرين وذلك من خلال أكثر السبل تناقضا.
في غضون ذلك تواصلت سلسلة الانفجارات في العراق مخلفة عشرات القتلى والجرحى. فقد قتل ثلاثة عراقيين على الاقل واصيب ستة وعشرون اخرون بجروح في حادثين منفصلين أمس.
ونقلت ا ف ب عن مصدر في الشرطة العراقية رفض الكشف عن اسمه قوله ان شخصين قتلا واصيب عشرون اخرون بجروح عندما فجر مهاجم نفسه في مطعم يرتاده عناصر الشرطة وعناصر من قوات الصحوة وسط سامراء شمال بغداد مشيرا الى احتمال ارتفاع عدد القتلى نظراللاصابات الخطيرة.