تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أعمال الفنان خالد المز في كتاب.. ســيرة وشـــهادات ومـراحل

ثقافة
الإثنين 30-6-2014
أديب مخزوم

حقق الفنان د. خالد المز (الاستاذ في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق وعميدها السابق) حلم حياته باصداره كتاباً عن مشواره الفني الطويل تحت عنوان: د. خالد المز - الأعمال خلال مراحل حياته الفنية،

وهو يقع في 300 صفحة من الحجم الكبير- الورق مصقول وبتجليد فني (مربع الشكل) ومجمل صفحاته بالألوان (باستثناء الصور التي هي بالاساس بالابيض والأسود) والكتاب - المجلد يوازي في إخراجه وطباعته أجود الكتب التشكيلية، ويتضمن ذاكرة التجربة الفنية، وبعض الكتابات النقدية،والصور التذكارية،التي تمتد إلى مرحلة دراسته الاكاديمية في كلية الفنون الجميلة في جامعة حلوان بين عامي 1959و1964.‏

والصور الضوئية المنشورة تعيدنا إلى زمن الأبيض والأسود،إنها صور مأخوذة من ألبوم الذكريات، مع زملائه الفنانين، ومع شخصيات ثقافية بارزة، وننتقل الى مفاصل مراحله الفنية المتتابعة، وبالتالي فالكتاب يشكل مدخلاً لمعرفة تحولات تجربته حسب المراحل المتنوعة في تقنياتها وموادها واساليبها وصولاً الى نصبه وأعماله النحتية. حيث تستوقفنا أعمال ماقبل الدراسة في مصر(بورتريهات وطبيعة ريفية واشكال صامتة) وأعمال من مرحلة الدراسة في مصر(عاريات وموديلات وعمال) ولوحات مرحلة ما بعد الدراسة في مصر لما بعد 1965(عاريات وامومة واشخاص واطفال وتكوينات تجريدية وتعبيرية ووجوه) وأعمال مرحلة الدراسة في فرنسا من عام 1970 (صياغات تعبيرية مبسطة لملامح الاشكال الانسانية وصولاً الى التجريد العفوي والهندسي) وأعمال مرحلة ما بعد الدراسة في فرنسا (عودة الى مواضيع العاريات والوجوه - البورتريه والزهور، اضافة الى سلسلة لوحات تجريدية عنائية اهتمت باظهار اللمسة العفوية والغنائية للون. كما تبرز سلسلة تجاربه التجريدية القائمة على معطيات الحرف العربي) ولقد بدأت نقاط ارتكاز الصياغة الاسلوبية تتوضح شيئأً فشيئأً.بعد سلسلة تجارب تجريدية، مع اضفاء عناصر زخرفية بإيقاعات شطرنجية على بعض لوحاته. كما برزت في هذه المرحلة اشارات العودة الى التاريخ الفرعوني للاستيحاء والاستلهام. ونصل الى مجموعة دراساته للجسد الانثوي العاري والمنفذة بخطوط سوداء، ثم نتابع أعماله الزيتية الأحدث والتي تتفاوت بين الرسم الواقعي،والصياغة التعبيرية المبسطة للاجساد.وفي الفصل الأخير نتابع اعماله النحتية،وخاصة نصبه التذكارية المتواجدة في (ساحة الشيخ ضاهر في اللاذقية، وفي كلية الآداب بجامعة دمشق، وفي جامعة تشرين في اللاذقية، وفي جامعة حمص، وفي مدينة الحسكة، وفي مدينة القرداحة) اضافة لمنحوتات الوجوه والعناصر النسائية الواقعية والتعبيرية والمبسطة، الى حدود الابقاء فقط على عنصر الحركة في الجسد الأنثوي، حيث يغيب الجسد بمنظوره الواقعي، وتبقى اشاراته وحركته الدالة عليه.‏

وهو يسعى،وخاصة في بعض لوحاته الاحدث،لكسر الشكل الواقعي التقليدي، فهو عن قصد لا يهتم بالتشريح الأكاديمي للجسد الأنثوي ولايهتم بأبعاد المنظور، ولا بإظهار تفاصيل الوجه، ولا بتوحيد اللون ضمن المساحة، بل يستعيد شخوص لوحاته على هيئات الأشكال النحتية العربية القديمة من خلال عدم محافظته على النسب التشريحية الأكاديمية، وتركيزه على ترداد إيقاع الشكل الواحد أحياناً،وإضفاء طابع الروائية الملحمية على بعض أعماله.‏

وإذا كانت بعض أعماله تنفلت من الإيقاع الزخرفي والهندسي،الذي كان أحد خياراته في مراحل سابقة، فهذا يمنحه المزيد من الحرية والاختصار والتبسيط،،فالوجه على سبيل المثال يصبح مساحة لونية،وخلفية اللوحة تتحول أحياناً إلى مساحات تجريدية. كأنه من خلال هذا الجمع بين ما هو تشخيصي وما هو تجريدي يريد أن يضعنا أمام طرفي حوار يجمع الماضي بالحاضر، حيث تظهر إشارات البحث عن خصوصية حضارية موغلة في القدم.‏

والكتاب يظهر كوثيقة فنية وتوثيقية تنقلنا مباشرة إلى تفاصيل السيرة الفنية والذاتية، والتي جاءت بأقلام بعض النقاد والفنانين والاساتذة، اضافة لمقدمة كتبها الفنان بنفسه. وهو بهذا المعنى يشكل مدخلاً للأجيال القادمة، ولمن يريدون دراسة فنه، والكتاب على هذا ثمرة وخلاصة كفاح فنان اعتبر الفن رسالة، وبأن أهم حدث ثقافي واجتماعي في حياة شعب، يتمثل في قيام نهضة فنية وثقافية فيه.‏

facebook.com/adib.makhzoum‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية