تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أطفال «الصقيع العربي».. أرقام في سجل الأحزان

مجتمع
الإثنين 30-6-2014
رويدة سليمان

جميل أن يخصص للأطفال يوم عالمي، يُذكّر بوجودهم، بحقوقهم المنسية، بأولوياتهم التي اختلفت تماماً في عصر الربيع العربي كما سماه مصاصو الدماء، رجال الفتنة والكفر والتكفير، أولويات اقتصرت على المطالبة بحق الحياة في بيئة آمنة ومستقرة وحمايتهم من النزاعات المسلحة.

جملة من التغيرات طرأت على العائلات أثرت بشكل أو بآخر على أطفالهم ومسار نموهم وتطورهم الطبيعي وأصبحت حقوقهم مجرد نشرات وكتيبات تطبع وتوزع لتقرأ في ندوات ومؤتمرات تعقد، وتوصيات تبقى حبيسة الأدراج في الوقت الذي اكتفت فيه المنظمات والهيئات المعنية بشؤونهم بالإدانة فقط وفي بعض الأحيان.‏

وأصبح أطفال الربيع العربي مجرد أرقام في سجل الأحزان والآلام والتشرد والجوع والضياع.‏

هنا في سورية وعلى أرض الواقع لايستطيع أحد أن يتعامى عن رؤية بعض الإنجازات التي تحققت لوقاية الطفولة وحمايتها والحفاظ عليها،صحياً واجتماعياً وجسدياً ونفسياً، من قبل كافة المنظمات الحكومية والأهلية والتطوعية ومن أهمها إعادة نصف مليون طفل الى مناهل العلم والتربية وتحصين ملايين الأطفال من الإصابة بشلل الأطفال من خلال تأمين لقاحات مجانية رغم صعوبات جمة وتحديات إرهابية متنوعة ومتعددة.‏

أضف الى ذلك مراكز الإيواء وتجهيزها بكل مايلزم من وسائل الدعم الاجتماعي والتواصل والتفهم والمساعدة للعائلات المهجرة لتتمكن بدورها من احتواء الألم النفسي لأبنائها.‏

ومن آليات الدعم وأهمها الفعاليات التي تقام حتى اللحظة(مشروع مسار) من رسم وموسيقى وغيرها ويسهم بها الأطفال، لإعادة التوازن والتخلص من المخاوف والعودة الى الطمأنينة ولاتقتصر أهمية هذه الآليات على المرحلة الحرجة التي نمر بها بل تتعداها لكونها حاجة للنمو.‏

ويبقى السؤال الأكثر ألماً ووجعاً: قد نستطيع تقديم الدعم والمساندة والتدخل السريع لتضميد جراح من فقد عزيزاً أو قريباً أو صديقاً ولمن وقع ضحية عنف أو خطف وتنمية مهارات التكيف وحل المشكلات العاطفية والسلوكية وايجاد طرق بديلة مرنة للتعامل مع الصعوبات والأزمة ولاسيما أن الأطفال يمتلكون قوى داخلية تساعده على التأقلم فهم يساعدون أنفسهم بأنفسهم فقط هم بحاجة الى القليل من التشجيع والدعم.‏

يبقى السؤال الذي توجه به أكثر من طفل وأنا بدوري أطلقه صرخة ألم ووجع وصفعة على وجه إنسانية هذه الأيام: من يستطيع إعادة الرؤية لطفل فقد بصره في قذيفة عمياء وآخر فقد ساقيه في انفجار سياره مفخخة بحقدهم وثالث تمّ الاتجار بأعضائه على مرأى ومسمع من يدّعون الديمقراطية؟‏

ومن المسؤول عن هذه الجرائم الفظيعة بحق الطفولة؟‏

وهل من عقاب رادع لمرتكبيها؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية