إذا توفير الأمن غدا من أولويات حياة كل سوري يتوق إلى عودة سورية -(كما كانت قبل الأزمة)- حاضنة حقيقية للأمن والأمان ليس للمواطن السوري فحسب، وإنما لكل وافد، وسائح، وعابر سبيل..والسؤال الذي بات على كل شفة، منذ بدأ الوطن يتعافى بانتخاب السيد الرئيس. هل نشهد بُعيد انتهاء الأزمة، صحوة اجتماعية واقتصادية بدأت تلوح بوادرها في الأفق القريب؟
تحضرني في الإجابة عن هذا السؤال تحديدا، ما ورد في سياق حوار السيد الرئيس الخاص بالثورة في أوج تصاعد وتيرة الأزمة، هذا الحوار الذي نشر يوم الخميس 4/7/2013 إذ قال:
-« عندما لا نكون مبدعين، ستفرض الأزمة خياراتها علينا. يجب أن نفرض نحن ما هي الحلول، فإذا أمامنا خيار ولكن... أؤكد.. إذا تعاوّنا وضربنا هذا الوضع الإرهابي بأقصر فترة .. فأنا لا يوجد لدي أي قلق بأن الاقتصاد سيعود أقوى من السابق، لأن لدينا شعبا حّيا».
هذه المقولة - الأساس- التي استشرفت حينئذ مستقبل كل سوري، بدأنا نجد ترجمتها الحيّة والفعلية على أرض الميدان .. فنحن كما أكّد لنا في أكثر من مناسبة:
- «لم نستورد التطور من الخارج، نحن بنينا بلدنا بأموالنا وبخبراتنا، على الرغم من العثرات، لكن بنيناها إذا نحن قادرون بعد الأزمة أن نعود ونقوم بعملية إطلاق قوّية للاقتصاد السوري. ما نحتاجه الآن هو -الأمن - أولاً».
من البديهي أن يفهم أي مواطن سوري من خلف هذا السياق أن الأمن قبل الخبز، وأن معاناتنا الاقتصادية وهمّنا المعيشي لن ينتهي قبيل إنهاء بواسل جيشنا العربي السوري مهمّتهم المقدّسة في تحقيق الحال الأمنية التي ستنعكس ولابد على استقرار حياة كل مواطن بال استثناء..
فالاستقرار يبدأ من فرض الأمن والأمان، وبعدها تثمر الصحوة الاجتماعية والاقتصادية في إعادة الإعمار والبناء، وإلى ذلك الحين لابد أن نشهد ونلمس لمس (اليد والعقل والعين) - قِطاف - تلاحم وتماسك وصمود الشعب السوري الأسطوري في تحقيق لبنات هذا البناء...ليس هذا حلمنا، إنما واقع حريٌ بل يجدر بنا أن نعيش داخله ونتفاعل فيه...