تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


غزوة السواطير.. بداية النهاية

الإثنين 30-6-2014
بقلم: عبد الله الضرف

العراق كما سورية هذا البلد القوي بإمكانياته الخيالية المادية والبشرية كان يمكن أن يؤثر في مجرى تاريخ الشرق الأوسط وأحد أهم ركائز الأمن القومي العربي إلى جانب سورية ومصر، لكن ذلك لا يروق للمتصهينين العرب،

عرب أمريكا، هؤلاء العربان يعرفون كيف يشعلون النار في عباءاتهم ولا يعرفون كيف يطفئوها هم الذين حولوا سورية بتآمرهم إلى مزرعة للبرابرة، هم من أوقد النار في رأس صدام حسين لغزو الكويت فقط ليشعلوها في خارطة العراق لاستقدام الأساطيل والبوارج الأمريكية الغربية في خطوة غير مسبوقة للهيمنة على المنطقة العربية.‏

إن ما جرى مؤخراً في شمال غرب العراق ليس مفاجئاً لنا رغم أن البعض صوره بطوفان كاسح لداعش يجتاح البشر والحجر، إنه يهدف إلى تفكيك ما تبقى من العراق رغم أنه يتجاوز مسألة الصراع الداخلي وهو سيناريو شبيه بالذي فشل في سورية، ولإجهاض المشروع الوطني الذي يقوده المالكي بعد فوزه بالانتخابات الأخيرة. ومن المعلوم أن حرب داعش في العراق بدأت منذ عام 2006 والتي تعتبر الابن الشرعي لتنظيم القاعدة فكراً ومنهجاً وسلوكاً ونتيجة لموقف الحكومة العراقية من الأحداث في سورية قامت داعش بعمليات إجرامية خلال السنوات القليلة الماضية من اقتحام لسجن أبو غريب والحوت..‏

أما ما حدث في محافظة نينوى مدينة التاريخ والحضارة في 10/6/2014 ما كان ليكون لولا الخيانة والغدر والتواطؤ الداخلي والخارجي في تحالف دموي جمع داعش ومختلف الفصائل العراقية المسلحة من القاعدة إلى ما يسمى الجيش الإسلامي وصولاً إلى الانفصاليين المنشقين عن السلطة في بغداد وأيضاً هؤلاء التائهين البعثيين الذين كانوا وما زالوا أدوات رخيصة تستعمل كوقود في المشهد العراقي تقودهم غرفة عمليات استخباراتية تركية سعودية إسرائيلية دفعوهم لارتكاب المجازر في الموصل من حرق للكنائس، ونبش للأضرحة، داسوا بأحذيتهم ما تبقى من عظام الموتى.‏

كل ذلك لم يكن مفاجئاً لنا في سورية فقد حذرت القيادة السورية دول المنطقة والعالم أن الإرهاب الذي يدعمون ويمولون ويسلحون سينتشر قريباً في بلدانهم انتشار النار في الهشيم. وتاريخ التطرف والتكبير فوق الأعناق المحزوزة بالسواطير من ما قبل القاعدة وصولاً إلى جبهة النصرة مروراً بداعش وإخوانه وأدواته هو تاريخ للوهابية ورعاتها آل سعود الذين يحاولون إعادتنا إلى القرون الوسطى ولكن من استعصى عليه اختراق أسوار دمشق طيلة أربع سنوات تقريباً لن يستطيع اختراقها عبر العراق.‏

أمام ذلك علينا نحن أبناء المقاومة الوطنية أن ندافع عن أرضنا وشعبنا ومقاومتنا وأن نطور من أدائنا الميداني بشكل يتناسب وغزو عصابة آل ساطور وداعميها ولننتقل من مرحلة التكامل والتعاون الضمني إلى العلنية السياسية لتعزيز المواجهة ضد الأخطار المحيطة بنا وتوحيد خارطة التصدي لإسرائيل وعملائها وأدواتها..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية