و أولى الخطوات نحو مشروع الإغاثة الدولية، ولكن معنى الإغاثة توسع بشكل أكبر من كونه يشمل منكوبي الحرب فقط ليدخل في إطاره جميع متضرري الكوارث التي تسفر عن خسائر في الأرواح ومعاناة إنسانية هائلة ودمار مادي على نطاق واسع.
وانطلاقاً من مبدأ أن قيمة الحياة تتساوى في هذا الجزء من أحد البلدان وذاك أنشئت منظمات الإغاثة الحكومية وغير الحكومية.
ويقصد بالمنظمات غير الحكومية تلك المنظمات الوطنية والدولية على السواء والتي تنشأ بشكل منفصل عن الحكومات كاللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر ,أما المنظمات الحكومية فيقصد بها تلك التي تنشئها حكومتان أو أكثر وبالتالي تشمل جميع وكالات الأمم المتحدة والوكالات الاقليمية ويعد الاتحاد الفيدرالي الدولي للصليب الأحمر ،والهلال الأحمر أكبر منظمة إنسانية في العالم حيث تأسس عام 1919 ويقدم المساعدة دون تمييز قائم على العرق أو المعتقد أو الطبقة الاجتماعية أو الرأي السياسي.
ويقوم الهلال الأحمر بمهام الصليب الأحمر في الدول التي أنشئ فيها ويهدف الاتحاد إلى حشد الجهود الإنسانية لتحسين الأوضاع المعيشية للمستضعفين ممن هم مهددون في وجودهم وقدرتهم على العيش بمستوى مقبول ومهددون كذلك بأمنهم الاقتصادي وكرامتهم وهؤلاء هم ضحايا الكوارث الطبيعية والفقر نتيجة للأزمات الاجتماعية والاقتصادية وضحايا الكوارث الصحية الطارئة. وينسق الاتحاد الفيدرالي للصليب والهلال الأحمر مع عمل اللجنة العالمية للصليب الأحمر وهي منظمة مستقلة ومحايدة لضمان حماية حقوق الإنسان ووصول المساعدات لكل ضحايا الحروب والنزاعات المسلحة وهي مكلفة بموجب القانون الدولي بالتصرف بحيادية كاملة إزاء السجناء والمصابين والمرضى والمدنيين المتضررين من النزاعات.
ويوجد مقر الصليب الأحمر في جنيف في سويسرا وله فروع في 80 دولة ويعمل به أكثر من 12 ألف موظف، وفي حالات النزاع المسلح يقوم الصليب الأحمر بتنسيق جهوده مع منظمة الهلال الأحمر.
أما الأمم المتحدة فتوجد فيها العديد من الوكالات والمنظمات المختصة بالإغاثة الدولية منها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وهو قسم تابع للأمانة العامة للأمم المتحدة ويعمل من خلال شبكة من المكاتب الميدانية التي تدعم المنسقين الإنسانيين للأمم المتحدة والفرق التابعة للدول. ولها مكاتب دعم إقليمية ومستشارون للاستجابة للكوارث في افريقيا ومنطقة الكاريبي وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط.
وتتلخص مهمة المكتب بحشد وتنسيق النشاط الإنساني الفعال والممنهج من خلال الشراكة ما بين الفاعلين المحليين والدوليين، بهدف التخفيف من المعاناة الإنسانية في الكوارث وحالات الطوارئ وحماية حقوق الفقراء وتعزيز الجاهزية والقدرة على درء الكوارث وتسهيل الحلول المستدامة.
أما صندوق الأمم المتحدة للأطفال -اليونيسيف- فيعتبر أهم منظمة عالمية تعمل من أجل الأطفال وحماية حقوقهم. وهي تعمل بالتعاون مع المجتمعات المحلية والشركات والحكومات في أكثر من 150 دولة لمساعدة كل طفل من خلال توفير الرعاية الطبية والتغذية والتعليم كما تقدم الحماية لهم في أوقات الحروب والكوارث الطبيعية والوقاية من مرض فقدان المناعة المكتسبة الإيدز. ولا تحصل اليونيسيف على تمويل من الأمم المتحدة ولكنها تعتمد كلياً على التبرعات التطوعية من الأفراد والحكومات والمؤسسات والشركات.
كما تعد شبكة الإغاثة التي انطلقت في تشرين الثاني من عام 1996 ويشرف على إدارتها مكتب هيئة الأمم لتنسيق الشؤون الإنسانية بوابة العالم للمعلومات من وثائق وخرائط تتعلق بالطوارئ والكوارث الإنسانية. وهي مصدر مستقل للمعلومات مصمم خصيصاً لمساعدة المجتمع الإنساني العالمي من خلال توصيل المساعدة في حالات الطوارئ والمعلومات الصحية والموثوقة أثناء حدوث الأحداث مع التركيز على المناطق المنسية.
وهناك منظمات أهلية عديدة مثل لجنة الإنقاذ العالمي وقد تأسست في عام 1933، كما توجد في هذا المضمار منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية وهي منظمة غير حكومية مستقلة للإغاثة والتنمية العالمية. وقد تأسست في بريطانيا عام 1984.
كما تعنى وكالة أطباء بلا حدود بتوفير المساعدة الطبية للسكان الذين هم في خطر وتعمل في أكثر من 70 دولة وقد تأسست في عام 1971 لتقديم المساعدات الطبية العاجلة في جميع أنحاء العالم. وتوجد منظمة (انقذوا الأطفال) التي تتخصص بخلق تغيير دائم في حياة الأطفال المعسرين في أنحاء العالم وتضم 28 منظمة محلية تعمل في أكثر من 110 دول.
azahsh_82@yahoo.co.uk