ويبدو أن الجمهوريين يشددون ويضيقون الخناق يوماً بعد يوم على أوباما وإدارته وحزبه للنيل من شعبيته وخفض منسوبها في الولايات المتحدة الأميركية.
والذي يؤيد ذلك تراجع المد الديمقراطي في مجلس الشيوخ الأميركي بعد هزيمة مارثا كوكلي في عقر دار الحزب الديمقراطي أمام المرشح الجمهوري سكوت براون في الانتخابات الفرعية لمجلس الشيوخ بولاية ماساتشوسيتس الأميركية.
والملفت أنها المرة الأولى منذ عقود التي يفوز فيها مرشح جمهوري في ولاية تلبس ثوباً ديمقراطياً تقليدياً وتحمله رياحها الانتخابية كأول سيناتور جمهوري يأتي منها منذ أكثر من ثلاثين عاماً.
إن فوز براون يأتي كثقل آخر يضاف إلى ميزان الرئيس الأميركي باراك أوباما ويخسره جزءاً من بريق شعبيته التي أصبحت بعد عام من وصوله إلى كرسي الرئاسة على المحك وباتت تشهد تراجعاً مع انقسام الأميركيين بشأن أدائه كرئيس.
ومع انتزاع براون مقعد السيناتور الديمقراطي الراحل (كيندي) أضاع أوباما أغلبيته الموصوفة في مجلس الشيوخ في نكسة تهدد مستقبل إصلاحاته وبات من الواضح أن الأميركيين في وادٍ وإدارة أوباما في وادٍ آخر، حتى نظام التأمين الصحي الذي هدده هذا الحدث والفوز الجمهوري لم يعره الأميركيون في الولاية الديمقراطية أي اعتبار، وكان من المفترض أن تحسم الانتخابات ديمقراطياً باعتبار أن التصويت أمر حاسم لمستقبل الاصلاحات التي يريدها أوباما وخاصة إصلاح نظام التأمين الصحي.
إن خسارة الديمقراطيين لهذا المقعد ليست مجرد خسارة عادية أو خسارة لرقم بل تغيير في المواقف والرؤى بدأت تتشكل عند الأميركيين من جهة ومن جهة أخرى لم يعد لدى الديمقراطيين الأغلبية اللازمة لاعتماد الاصلاحات وهذا يعني بدء العرقلة الجمهورية وبطاقاتها الحمراء التي يتوقع الديمقراطيون أن ترفع مع كل قرار لهم في وجههم من قبل الجمهوريين.
وكان قد سبق ذلك تحذيرات من قبل أوباما للجمهوريين أنفسهم من عرقلة خططه لإنقاذ الاقتصاد الغارق في أزمات لاتعرف النهاية.
ويأتي فوز براون ليدق جرس الإنذار ويعزز مخاوف أوباما من العرقلة المتوقعة التي يخطط لها الجمهوريون لكبح جماح إدارة أوباما وتمرير أجندتهم وتعميق شعوره بالإحباط وخيبة الأمل التي أقر بها بنفسه واعترف بمراوحته في المكان بعد عام على وصوله إلى سدة البيت الأبيض.