تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لاتتســـرعن بـــإرســــــال أطفالــــكن إلــــى ريــــــاض الأطفـــــــال

مجتمع
الثلاثاء 26-1-2010
أنيسة أبو غليون

تتبارى أغلب الأمهات في إدخال أطفالهن إلى رياض الأطفال قبل بلوغهم الرابعة من العمر ، معتقدات أن ذلك يمنحهم فرصة للتفوق وبلورة قدراتهم الذهنية بسرعة وفي المقابل ترى أمهات أخريات أن سن الخامسة هي العمر المناسب لإلحاق أطفالهن برياض الأطفال ....

وحول هذا الموضوع قمنا بالاستطلاع التالي.‏

لمعرفة سلبيات دخول الطفل رياض الأطفال مبكراً - وهنا تبين أم لثلاثة أطفال وبعد تجربتها تقول السيدة منى: أدخلت طفلي رياض الأطفال بعد أن استشعرت بطفلي ذكاء مبكراً وهو في سن صغيرة وكان عمره لايتجاوز الأربع سنوات في البداية اعتقدت أن الأمور تسير على مايرام لكن في الحقيقة كان العكس واكتشفت ذلك عندما أخذ يتراجع في بداية المرحلة الابتدائية ، وكنت دائماً ألوم ابني على فشله وعدم حصوله على علامات جيدة ، ولم أكن أدرك أن الذنب ذنبي وليس ذنبه لأنني أدخلته في سن مبكرة لرياض الأطفال ما انعكس سلبا ً على دراسته النظامية ولن أكرر غلطتي هذه مع بقية أطفالي .‏

الموهبة لاتكفي‏

لاحظت موهبة طفلي وقدرته على الفهم والاستيعاب المبكر هكذا بدأ السيد أحمد (المدرس) حديثه وأضاف : هذا مادفعني لإلحاقه بالروضة في سن مبكرة إلا أنني اكتشفت بعد ذلك أن طفلي بات يقضي ساعات طويلة بين كتبه ودفاتره وهذا ماحرمه من اللعب واللهو الذي هو بحاجة إليه كأقرانه وهذا ماسينعكس سلباً في سنواته الدراسية النظامية ويخلق لديه حالة من الملل والرقابة .‏

التكوين الجسدي الأهم‏

أشدد على عدم ادخال الطفل إلى رياض الأطفال قبل أن يتم الخمس سنوات من عمره لأن تكوينه الجسدي يجعله غيرمؤهل للإمساك بالقلم وأصابعه تكون غير قادرة على الكتابة لفترة طويلة وصحيح أن الطفل في الروضة يقوم بترديد ماعلمناه وقد ينجح ويعطي نتائج جيدة وممتازة ولكن ماإن يصل إلى المرحلة الابتدائية حتى يبدأ بالتعثر ماينعكس ذلك على نفسيته وعطائه بشكل سلبي .... هذا ما أفادتنا به المدرسة سناء من خلال تجربتها الواقعية.‏

ميالون للعب‏

أما السيد رمزي -طبيب- فيرى : إن غالبية الأطفال دون السادسة ميالون للعب والتمتع بعالم الطفولة ومن الأفضل إعطاؤهم الفرصة لذلك، ويمكن ادخال الطفل إلى رياض الأطفال ليس للتعلم بشكل مكثف وإنما ليجمع الطفل مابين حبه الفطري للعب ومبادئ بسيطة ومبسطة عن التعلم .‏

انسجام الطفل مع أقرانه يساعده على الثقة بالنفس‏

ان ادخال الطفل مبكراً إلى رياض الأطفال يساعده على أن يكون اجتماعياً منسجماً مع الأطفال الآخرين ... هذا ماتراه المعلمة سمر وتضيف : هذا الانسجام قد يمنحه العديد من الخبرات وتعلم الأشياء الجديدة وتساعده على النطق الصحيح مايكسبه شعوراً كبيراً بالثقة بالنفس والاعتماد على الذات ، وفي المرحلة الأولى من حياة الطفل ربما لايشعر بأي معاناة ولكن ربما يصل بعض الأطفال إلى منتصف المرحلة الابتدائية /مرحلة التعليم الأساسي / حتى تبدأ الصعوبة لديهم وبالتالي القدرة على الفهم والمتابعة الجيدة .‏

الروضة مكان أمين للطفل‏

من جهتها ترى السيدة مها /موظفة وأم/ تقول: أضطر لوضع طفلتي في الروضة كوني موظفة ولاأجد بديلاً عن ذلك لألتحق بعملي فمن جهة تتعلم ومن جهة أخرى تلعب وتلهو مع أقرانها ....والأهم من كل ذلك أنني أضعها في مكان أمين لحين عودتي من العمل .‏

أخيراً يؤكد المعنيون بهذا المجال أن دخول الأطفال المبكر لرياض الأطفال للتعلم قد يشكل خطراً عليهم لأن تعليم القراءة والكتابة في سن مبكرة قد يؤدي إلى تشوه في يديه ويعاني كثيراً من الصعوبات ومن غير المستحسن استخدام مثلاً التعلم للكتابة قبل السادسة من العمر ، ومن الممكن الاستعانة بوسائل توضيحية مثل الاستماع والمحاكاة وترتيب قطع الحروف وغيرها.... ولاينصح بتحديد منهج دراسي في سن الطفولة المبكرة بل باتباع تنمية مواهب الطفل من رسم وفن وعدم الإثقال عليه بالواجبات الدراسية التي لاتدع له وقتاً للعب .‏

وقد يتساءل البعض هل من المفيد الابتعاد تماماً عن رياض الأطفال حتى تأتي سن السادسة للطفل ليدخل أجواء المدرسة النظامية ولتبدأ المرحلة الابتدائية فسيكون الجواب لا ، فالمطلوب أسلوب غير تقليدي في التعلم قبيل هذه السن وليس الابتعاد تماماً .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية