هذا اليوم هو السادس والعشرون من كانون الثاني الذي أقرت فيه الهند عام 1950 دستورها وأصبحت جمهورية موحدة ليتحقق حلم المهاتما غاندي والشعب أيضاً باستقلال بلادهم..
والهند احدى أقدم الحضارات في العالم بتراثها الثقافي الغني والمتنوع وتحتل اليوم مكانة متقدمة بعد ان قطعت شوطا كبيرا من التقدم والازدهار في جميع المجالات التجارية والتكنولوجية والتنمية.
وقال السفير الهندي بدمشق في بي هرن في لقاء مع وكالة سانا بمناسبة عيد الجمهورية الهندية ان العلاقات التجارية السورية الهندية تعود الى اكثر من 4000 عام وهذا ما علمته مؤخرا لدى زيارتي متحف حلب الوطني حيث قام الدليل السياحي باطلاعي على عاج عمره اكثر من 4000 عام وهو هندي كان الهندوس يتاجرون به واحضروه الى ماري في دير الزور كما ان التجار الحلبيين كانوا يرسلون القماش الى الهند وهذا ما أدهشني.
وبين السفير الهندي بدمشق أن العلاقات الحديثة بين سورية والهند تعود الى استقلال سورية عام 1946 حيث كان هناك تفاهم كامل حول دعم قضايا البلدين في المحافل الدولية والزيارات بين مسؤولي البلدين لم تتوقف على المستويات كافة لافتا الى زيارتي الرئيس الراحل حافظ الأسد الى الهند عام 1978 وزيارة الزعيم الهندي الراحل جواهر لال نهرو الى سورية مرتين والى الروابط الحضارية والثقافية بين البلدين.
واكد السفير الهندي دعم بلاده المستمر مطلب سورية في استعادة الجولان وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة مشيرا الى ان سورية بلد مهم في المنطقة وهناك تقليد دائم بين الهند وسورية بالمشاورات والتقارب حول القضايا الدولية على الصعيدين الثنائي والمتعدد الاطراف.
وقال ان الحكومات المتعاقبة في الهند اكدت على الدوام دعمها للقضايا الفلسطينية والسورية ولحقوقهما في اطار قرارات مجلس الامن ومبدأ الارض مقابل السلام.
وأشار الى أن زيارة السيد الرئيس بشار الأسد عام 2008 الى الهند ومباحثاته مع الرئيسة براتيبها باتيل وعدد من المسؤولين الهنود فتحت الافاق امام تطور علاقات البلدين في جميع المجالات موضحا أن هذه الزيارة لم تقتصر فقط على الجانب السياسي وانما تعدت الى جوانب أخرى حيث زار الرئيس الأسد أيضا مركز المعلومات الوطني في ديه ومركز أبحاث الفضاء الهندي والمعهد الهندي لتكنولوجيا المعلومات في بنغالور والمعهد الهندي للادارة وانفوسيس في بنغالور.
ولفت الى أن الزيارة شهدت ايضا التوقيع على عدد من الاتفاقيات.
وبين هرن ان التجارة الثنائية وصلت خلال 2007 2008 الى 693 مليون دولار مقابل 488 مليون دولار في السنة السابقة بمعدل نمو وصل الى 42 بالمئة مشيرا الى أن مستوى العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين غير مرض ويعمل الجانبان على تطويره وتشجيع التبادل التجاري واقامة المشاريع المشتركة اضافة الى اقامة المعارض في كلا البلدين لتبادل المعرفة الفنية والخبرات العلمية والتعرف على مجالات التعامل التجاري والسلع والفرص الاستثمارية المتاحة والاستفادة منها.
وقال ان سورية والهند وقعتا في أيار عام 2008 مذكرة تفاهم لاعداد دراسة الجدوى الاقتصادية لتطوير صناعة الفوسفات كما وقع البلدان في اذار من العام نفسه مذكرة تفاهم لتأسيس مركز تميز تكنولوجي للمعلوماتية في سورية كما شهد العام الماضي عددا متزايدا من تبادل الوفود التجارية ورجال الاعمال من كلا الجانبين وشاركت العديد من الشركات الهندية الرائدة من القطاع العام والخاص في معرض دمشق الدولي متلقية استجابة مشجعة على جبهة التجارة الثنائية.
وذكر السفير الهندي أن بلاده تساعد سورية في اقامة مركز للتقانة الحيوية بمنحة قدرها مليون دولار لتغطية التجهيزات والتدريب كما توجد خطط لترويج التعليم في تكنولوجيا المعلومات أيضا.
وحول العلاقات الثقافية قال هرن ان هناك زيادة في التبادلات الثقافية والتعليمية والتدريب الفني حيث شاركت الهند العام الماضي بعدة نشاطات في اطار احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008.