تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الســــــــــــــلام .. اغتيـــــــــــــال الحـــلم

نوفيل اوبسرفاتور
ترجمة
الأربعاء 20-1-2010
ترجمة: مها محفوض محمد

امتازت بداية العام 2009 بالوعظ واستنهاض الهمم حتى كادت تذكرنا بقيامة السيد المسيح لكنها انتهت بمرارة الفشل، أقصد هنا قضية الشرق الأوسط

وما اختياري لمصطلحات دينية إلا لأن المأساة في الشرق الأوسط تتركز على مفهوم الطائفية بشكل كبير والإله الذي تحدث عنه باراك أوباما هو الواحد الأحد الغفور الرحيم غير أن عباده اختاروا التفرقة بدل الوحدة.‏

وللتوضيح أكثر نقول إن حلم السلام الذي صاغه رئيس مسلم عاش في كنف المسيحية لم يصل ولا بطريقة إلى القلوب ولم يغير في الأنفس، وأنا إذ أعود وأتحدث عن الحلم ليس لأني لا أستطيع أن أمنع نفسي عن مقارنة اغتيال الحلم الكبير باغتيال شخصيات مثل مارتن لوثركينغ واسحق رابين، بل أيضاً لأنني أعلم على ماذا كانت تقوم الاستراتيجية السلمية لباراك أوباما، فلم يكن في كلماته فقط العبارات المختارة بشكل رائع والأفكار بل كانت هناك خطة متكاملة يمكن أن نسميها خطة أوباما ومن المهم أن نعرفها، وفي حملته الانتخابية كان عازماً وقد عبر عن آمال كبيرة في تصريحاته التي استقبلت بطرق مختلفة في إسرائيل كما في الدول العربية حيث تولد شعور بالارتياح، ثم أعاد أوباما الأفكار ذاتها في خطابه الشهير في القاهرة وهو يعلم قبل دخوله البيت الأبيض تأكيدات بعض الدول العربية أنها جاهزة لتجديد عرضها السخي الذي صاغته عام 2002 وهو مبدأ الأرض مقابل الاعتراف بإسرائيل وإقامة علاقات دبلوماسية معها.‏

الكل يعلم أن أوباما منذ وصوله إلى البيت الأبيض بدأ اتصالاته برئيس السلطة الفلسطينية وبرئيس الوزراء الإسرائيلي وكلف على الفور معاونيه بالتحرك، لكن بعد شهرين تبين لأوباما أن الإسرائيليين مازالوا مستمرين ببناء المستعمرات في الأراضي المحتلة ويضربون حصاراً قاسياً على شعب غزة ,فعقد حينها اجتماعاً على مستوى القمة وانتهزت هيلاري كلينتون المناسبة لتعلن دعمها له، واستمر التعنت الإسرائيلي الذي قاد إلى اغتيال الحلم، لكن هل يعني ذلك أنَّا وصلنا إلى طريق مسدود ولايمكن علاج الوضع الحالي؟.‏

الجواب يحمله جورج ميتشل في زيارته القادمة إلى الشرق الأوسط وفي جعبته مقترحات جديدة، وأملنا ألا تنتهي هذه المقترحات إلى ماآلت إليه سابقاتها لأنه وللأسف التجربة تدفعنا إلى الشك.‏

وعن زيارة ميتشل ومقترحاته الجديدة كتبت صحيفة الفيغارو:‏

يحاول الأميركيون الخروج من المأزق في الشرق الأوسط لأن محاولتهم في العام الماضي اصطدمت بتعنت إسرائيل ورفضها وقف الاستيطان ثم قبلت تجميده فقط، وهذا الشرط أساسي بالنسبة للرئيس محمود عباس، الآن تحاول واشنطن الانتقال إلى مرحلة أخرى واستئناف المفاوضات وقد كلفت لهذه المهمة أبرز شخصيتين في حكومة أوباما الجنرال جيمس جونز وجورج ميتشل بهدف إطلاق الحوار بين الإسرائيليين والفلسطينيين للتوصل إلى اتفاق خلال سنتين.‏

يحاول الأميركيون إقناع الفلسطينيين أن التجميد الجزئي للاستيطان كما أعلنه نتنياهو وإن يكن جزئياً ومحدوداً لكنه قد يكون تنازلاً كافياً للعودة إلى طاولة المفاوضات كما أن الغاية هي إقناع الإسرائيليين بأهمية التفاوض للوصول إلى الوضع النهائي دون التوقف عند نقاط حساسة، وتقوم الخطة الأميركية التي نشرت بعض نقاطها صحيفة معاريف الإسرائيلية على الدخول مباشرة في صلب الموضوع لتتناول قضية الحدود بين إسرائيل ودولة فلسطين المستقبلية ويأمل الأميركيون التوصل إلى رسم هذه الحدود خلال تسعة أشهر أي قبل نهاية قرار التجميد وعندها تستطيع إسرائيل استئناف بناء المستوطنات، لكن فقط ضمن الحدود الواقعة في أرضها المستقبلية ويمكن تبادل الأراضي حسب رغبة الطرفين على مبدأ الأرض للفلسطينيين والأمن للإسرائيليين وبعد الانتهاء من رسم الحدود ستتناول المفاوضات الملفين الأكثر حساسية وهما قضية القدس واللاجئين الفلسطينيين وفي هذا الإطار تدعو واشنطن إلى الصبر.‏

وفي مقابلة لجورج ميتشل في إحدى القنوات الأميركية الأربعاء الماضي استشف المراقبون للمرة الأولى وجود ضغوط أميركية على إسرائيل خلال حديثه عن الضمانات المصرفية للقروض الممنوحة لإسرائيل منذ عقدين وقد أراد ميتشل أن يوجه رسالة واضحة إلى محدثيه الإسرائيليين الذين يرون في الجنرال جونز محاوراً غير مريح لأنه يتمسك حسب رأيهم بالأفعال أكثر من التصريحات والوعود، أيضاً هناك ضغط واضح على محمود عباس من أطراف عربية للعودة عن طلب التجميد الكامل للمستوطنات اليهودية، إذاً مخاطر الاصطدام قائمة بين الطرفين لكن أميركا تراهن على نقاط الضعف لدى محمود عباس ونتنياهو فالأول مشكلاته معروفة مع الفلسطينيين بعد خمس سنوات من التنازلات والثاني يرأس تحالفاً هشاً يسيطر عليه اليمين المتطرف الذي لايرغب بأي حل مع الفلسطينيين.‏

والوضع عند المستوطنين لايبشر بالخير فقد استقال بنهاس واليرشتين الشخصية البارزة في تاريخ الاستيطان وهو القائد التاريخي لمنظمة «يشا» المنظمة الرسمية للمستوطنات ومع أنه أعلن أن استقالته لأسباب شخصية لكن السبب يبدو غير ذلك لأنه حذّر من المجموعات المتطرفة في منظمته، هذه المجموعات التي تعترض على قرار عدم استخدام وسائل غير سلمية لمواجهة قرار تجميد الاستيطان ويرأس هذه المجموعات ثلة من حاخامات المتعصبين والمتطرفين الذين ينوون استخدام العنف ضد حكومتهم إن أرادت إخلاء المستوطنات.‏

 بقلم: جان دانييل - رئيس التحرير‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية